توصلت دراسة بحثية ميدانية اشتركت فيها 11 جامعة عالمية ومحلية، ومعاهد عالمية متخصصة، بقيادة جامعة توبنجن الألمانية، وكلية كينجز كوليدج اللندنية، إلى اكتشافات أثرية تبين العمق التاريخي للمستطيلات الحجرية في منطقة حائل، ضمن مشروع الجزيرة العربية الخضراء الذي يعنى بدراسة تاريخ توسع وانتشار الإنسان في الجزيرة العربية خلال عصور ما قبل التاريخ.
وبحسب هيئة التراث، تمنح المستطيلات الحجرية في حائل فهماً عميقاً لعلاقة مجموعة من المجتمعات، وأنماط ارتحالهم في عصر الهولوسين. وأعلنت الهيئة في دراسة علمية نشرتها مجلة The Holocene نتائج دراسات بحثية ضمن مشروع الجزيرة العربية الخضراء، أرخت تاريخ أحد أنماط المنشآت الحجرية (المستطيلات) وتناولت طرق وأسباب إنشائها.
وجاءت الدراسة، إثر تعاون بين عدد من الجهات العلمية المرموقة، منها جامعة توبنجن ومعهد ماكس بلانك لعلم طبقات الأرض، ألمانيا، وكلية كينجز كوليدج، قسم علم الآثار، لندن، المملكة المتحدة، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، مركز النعيمي لأبحاث هندسة البترول بثول، وجامعة الملك سعود، كلية السياحة والآثار، قسم الآثار، ووزارة الثقافة السعودية، وجامعة جريفيث، مركز الأبحاث الأسترالي للتطور البشري، بريسبان، أستراليا، ومعهد سميثسونيان، برنامج الأصول البشرية، واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة الأمريكية، وجامعة مالطا، قسم الكلاسيكيات وعلم الآثار، مسيدا، مالطا، وجامعة كولونيا، معهد آثار ما قبل التاريخ، كولونيا، ألمانيا.
وتساهم هذه الاكتشافات في تعزيز الفهم التاريخي والثقافي لمنطقة حائل، وتسلط الضوء على الأهمية الأثرية لهذه المنشآت الحجرية كجزء من التراث العالمي. هذه النتائج ليست فقط دليلاً على العمق التاريخي للمنطقة، بل تُظهر أيضاً التعاون الدولي المثمر في مجال البحث الأثري.
يذكر أن عصر الهولوسين، هو الفترة الجيولوجية الحالية التي بدأت بعد نهاية العصر الجليدي الأخير، منذ حوالي 11,700 سنة، ويتميز هذا العصر بتغيرات كبيرة في المناخ والبيئة، وهو العصر الذي شهد ظهور وتطور الحضارات البشرية.