فيما يواصل جيش الاحتلال جرائمه في عزة والضفة الغربية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة اليوم (الخميس)، ارتفاع حصيلة قتلى العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 18,787 شخصاً و50,897 مصاباً. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة في مؤتمر صحفي: 179 شهيدا و303 إصابات وصلت للمستشفيات خلال الساعات الماضية وما زال عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، موضحاً أن القوات الإسرائيلية حولت مستشفى كمال عدوان إلى ثكنة ومسرح لعملياتها العسكرية وتطلب تحت التهديد إخلاء الجرحى والمرضى إلى مجمع الشفاء الطبي الذي يفتقر إلى كل المقومات العلاجية وهذا يشكل إعداما لهم.
وأضاف القدرة، جيش الاحتلال الإسرائيلي أمهل مستشفى كمال عدوان شمال القطاع 4 ساعات لإخلائه، كما اعتقل مدير مركز شهداء جباليا الطبي عقب قصف استهدف المركز الليلة الماضية.
وأشار إلى أن الاحتلال مسعور ويقصف بشكل مدمر، وقتل اثنين من الطواقم الطبية، معرباً عن خشيته أن يقدم الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ نفس السيناريو الإجرامي ضد مستشفى العودة ويقوم بحصار واستهداف المستشفى ويمنع عنه الماء والطعام والكهرباء ويمنع وصول الجرحى والمرضى إليه.
ولفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تصفية الوجود الصحي في شمال غزة لإجبار السكان على النزوح، مبيناً أن الوضع الصحي في مستشفيات جنوب غزة هو الأسوأ نتيجة فقدانها للقدرات الاستيعابية والعلاجية، والطواقم الطبية تفاضل بين الحالات الخطيرة لإنقاذ حياة من يمكن إنقاذه من بين الأعداد الكبيرة التي تصل إلى مستشفيات الجنوب.
وناشدة المتحدث باسم وزارة الصحة المؤسسات الدولية لدعم هذه المستشفيات بالأدوية والمستهلكات الطبية والوقود والفرق الطبية المتخصصة، لافتاً إلى أن الاحتلال الاسرائيلي يستمر في اعتقال 38 كادرا صحيا على رأسهم الدكتور محمد أبو سلمية في ظروف قاسية وغير إنسانية والاستجواب تحت التعذيب والتجويع.
وقال القدرة: «العدوان الإسرائيلي ضد المنظومة الصحية أدت إلى استشهاد 300 كادر صحي وتدمير 102 سيارة إسعاف، واستهداف 138 مؤسسة صحية وإخراج 22 مستشفى و52 مركزا صحيا من الخدمة، مبيناً أن الآلية المتبعة في مغادرة الجرحى للعلاج بالخارج ما زالت عقيمة وغير مجدية وتساهم في قتل مئات الجرحى ونطالب الجهات المعنية بتوفير آلية فاعلة لانقاذ حياة الجرحى».
وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية نفاد تطعيمات الأطفال في قطاع غزة، مطالباً كافة الجهات ذات العلاقة بالعمل الفوري على توفيرها لمنع الكارثة الصحية المحققة لدى الأطفال المواليد.
وقال إن الوضع الصحي والإنساني في مراكز وأماكن الإيواء لا يمكن احتماله وتصوره ونخشى وفاة عشرات الآلاف نتيجة انتشار الأوبئة والأمراض المعدية، وسوء التغذية وقلة مياه الشرب والنظافة الشخصية وعدم توفر أي خدمات صحية لهم، موضحاً أن الطواقم الصحية رصدت 327 ألف حالة مصابة بالأمراض المعدية وصلت للمراكز الصحية من مراكز الإيواء وهذا العدد هو الذي استطاع الوصول للمراكز الصحية ونرجح أن يكون العدد أكثر بكثير.
وطالب القدرة المؤسسات الأممية بالعمل على توفير المقومات المعيشية والرعاية الصحية لمراكز الإيواء ولأكثر من 700 ألف طفل و50 ألف سيدة حامل و350 مريضا مزمنا منهم 1100 مريض غسيل كلى وآلاف الجرحى، كما طالب شركاء العمل الصحي بإقامة نقاط طبية وعيادات متنقلة لتوفير الرعاية الصحية للنازحين في المناطق الغربية لخان يونس ورفح.
وطالب المسؤول الفلسطيني بتوفير ممر إنساني آمن يضمن تدفق الإمدادات الطبية والوقود ووصولها لكافة مستشفيات قطاع غزة، وناشد المؤسسات الدولية بالتدخل العاجل توفير الاحتياجات الدوائية والوقود لتشغيل مجمع الشفاء الطبي الذي يمثل الأمل الوحيد للجرحى والمرضى والولادة والأطفال بعد خروج مستشفيات شمال غزة عن الخدمة وإقامة مستشفيات ميدانية شمال غزة لإنقاذ الجرحى والمرضى.
وفي سياق متصل، أعلن نادي الأسير الفلسطيني اليوم اعتقال القوات الإسرائيلية 17 فلسطينيا في مناطق متفرقة من الضفة الغربية منذ مساء أمس ليرتفع بذلك حصيلة المعتقلين منذ 7 أكتوبر الماضي إلى 4400 شخص.
وقال النادي في بيان: «تواصل السلطات الإسرائيليّة تنفيذ حملات اعتقالات واسعة في الضّفة الغربية، تحديدا في محافظة جنين ومخيمها، التي تتعرض لعدوان شامل»، مبينة أن العدد لا يشمل الاعتقالات التي تمت في قطاع غزة.
وأضاف النادي حملة الاعتقالات صاحبها عمليات تنكيل واسعة واعتداءات، وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم وتدمير منازلهم وإطلاق النار بشكل مباشر بهدف القتل.