كشف وكيل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للتأهيل والتوجيه الاجتماعي أحمد الحديثي، عن سعي الوزارة لتنفيذ مشروع نظام الحماية الأسرية الإلكتروني؛ لاستقبال بلاغات العنف الأسري وحماية الطفل وإدارة الحالات بتحليل البيانات، مشيراً، في حواره مع «عكاظ»، إلى تنفيذ حزمة من الإجراءات لمتابعة حالات المعنفين تتضمن تنظيم 6 برامج لإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع وتمكينهم اجتماعياً ونفسياً، مؤكداً انخفاض معدلات العنف الأسري في المجتمع السعودي.. وفي ما يلي نص الحوار:• ما خطتكم لتطوير مركز بلاغات العنف الأسري ؟
•• تنفيذ مشروع نظام الحماية الأسرية وهو نظام إلكتروني لاستقبال بلاغات العنف الأسري وحماية الطفل وإدارة الحالات بتحليل البيانات ومتابعة الخدمات المقدمة والبرامج التأهيلية في المراكز والدورالإيوائية والربط الإلكتروني مع الأنظمة ذات العلاقة لضمان سلامة المستفيدين.
برامج للتأهيل
• كيف يتم إعادة تأهيل المعنَّفين لدمجهم في المجتمع ؟
•• تم تطوير حزمة متكاملة من الخدمات لتغطي احتياجات ضحايا العنف الأسري، تتضمن 6 برامج مقدمة لأفراد الأسرة، والزوجين، والأطفال تشمل برنامج تعافي الأطفال، برنامج الحفاظ على الأسرة، برنامج التواصل السليم، برنامج تعديل سلوك المعتدين، برنامج إدارة الحالة وتخطيط السلامة، برنامج دعم النساء
• هل نسب العنف الأسري التي يتم رصدها مرتفعة ؟
•• معدلات العنف الأسري بالمملكة العربية السعودية أقل بكثير من متوسط معدلات العنف الدولية، مع العلم بأن النظام لدينا شامل لكافة أنماط العنف والإيذاء.
• ماهي أبرز التطورات التي طرأت على مركز بلاغات العنف الأسري ؟•• تسعى وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، من خلال مبادرات التحول الوطني 2030، إلى تحسين فعالية وكفاءة الخدمات الاجتماعية المقدمة وزيادة رضا وثقة المستفيدين، وبناءً عليه تم العمل على 3 نقاط أساسية، تتضمن تنفيذ مشروع نظام الحماية الأسرية، و تطوير آليات التعاون بين جميع الجهات المعنية بالعنف الأسري، تطوير حزمة متكاملة من الخدمات لتغطي احتياجات الضحايا والمعتدين أثناء وبعد العنف الأسري، بالإضافة إلى تأهيل المعتدين وتطبيق حزمة البرامج والخدمات المقدمة للأسرة والطفل.
• ما نوعية البلاغات الواردة لمركز بلاغات العنف الأسري ؟
•• مركز بلاغات العنف الأسري مخصص لاستقبال البلاغات عن حالات الإيذاء على الرقم المجاني الموحد 1919 على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع بسرية تامة، ويعمل في المركز أخصائيات نفسيات واجتماعيات مدربات ومؤهلات للتعامل مع بلاغات العنف الأسري بكفاءة عالية، ويقدم المركز خدمات عدة تتضمن استقبال البلاغات من الأشخاص أو من الشرطة أو من غيرها من الجهات العامة والخاصة، تصنيف درجة خطورة البلاغ (حرجة - متوسطة - منخفضة)، التنسيق الفوري مع الجهات الأمنية إذا كانت حالة الإيذاء تتطلب التدخل العاجل، الرد على الاستفسارات الواردة، إحالة البلاغات إلى مراكز الحماية الأسرية إثر تصنيف وتحديد درجة الخطورة، وتم حصر العنف الأسري في 8 أنواع تتضمن العنف الجسدي، العنف النفسي والعاطفي، العنف الجنسي، العنف اللفظي، العنف المالي والاقتصادي، الإهمال، العنف الثقافي والاجتماعي، العنف الإلكتروني.
• أين تتقاطع مهمات المركز مع برنامج الأمان الأسري بالحرس الوطني ؟
•• تقوم وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، بأدوار جوهرية بالتكامل مع الجهات الحكومية الأخرى ذات العلاقة، وتهدف جميعاً إلى ضمان وتوفير الحماية من الإيذاء، وتقديم المساعدة ومعالجة الظواهر السلوكية في المجتمع التي تنبئ عن وجود بيئة مناسبة لحدوث الإيذاء، وفقاً للدليل الإجرائي للتعامل مع بلاغات العنف الأسري، أحد مخرجات مشروع تطوير آليات التعاون بين جميع الجهات المعنية بالعنف الأسري، إحدى مبادرات التحول الوطني.
اللجوء لوسائل التواصل
• لماذا تلجأ بعض حالات العنف الأسري التي يتعرض لها النساء لوسائل التواصل الاجتماعي لنشر معاناتهن ؟
•• أصبحت النساء في عصرنا الحالي أكثر قدرة على التعبير والحديث عما يعشنه وما يشعرن به عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومجموعات التضامن، إلا أن التطور التكنولوجي وفضاء الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي أصبحت تستعمل بشكل سلبي، وجعل البعض منها فضاءً للتحرش والتنمر والعنف عن طريق التشهير وتشويه السمعة والابتزاز المالي أو الجنسي، وقد تتخوف بعض النساء في مجتمعاتنا العربية من التبليغ عن حالة العنف عبر القنوات الرسمية خوفاً من اعتبارهن مخطئات وإلقاء اللوم عليهن عند الإفصاح عن هويتهن للجهات الرسمية، بالإضافة لعدم معرفة بعضهن بالقانون والإجراءات النظامية، وقنوات التبليغ الرسمية.
ولقد قامت الإدارة العامة للحماية من العنف الأسري وحماية الطفل في مجال توعية المجتمع بأضرار العنف الاسري بالتأكيد على التبليغ عبر القنوات الرسمية بما يضمن السرية وعدم الإفصاح عن هوية المبلغ عن حالة إيذاء، باستثناء الحالات التي تحددها اللوائح التنفيذية وفقاً لما نصت عليه (المادة الخامسة) من نظام الحماية من الإيذاء ولائحته التنفيذية، (والمادة السادسة) من ذات النظام والتي تنص «يعفى المبلغ حسن النية من المسؤولية إذا تبين أن الحالة التي بلغ عنها ليست حالة إيذاء».
• كيف تتدخل الوزارة لمعالجة مثل هذه الحالات ؟
•• يرصد مركز بلاغات العنف الأسري عبر حسابه على منصة إكس HRSD_1919@، حالات العنف المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتسجيل وتوثيق البلاغات، والتنسيق مع الجهات الأمنية في حالة كان الإيذاء يتطلب التدخل العاجل، وإحالتها إلى مراكز الحماية الأسرية المختصة في المنطقة مقر الحالة المبلغ عنها لتتولى مباشرة مهماتها تجاه البلاغ، مع متابعتها وفق آلية تحفظ سلامة الحالة ومعالجة وتأهيل المتضرر.
• ماهي آلية التعامل مع بلاغات العنف الأسري الواردة من كبار السن ؟
•• انطلاقاً من رؤية 2030، قامت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بتطوير نهج متكامل للتعامل مع بلاغات العنف الأسري أكثر شمولية ومعاصرة، وتحويل مراكز الحماية الأسرية إلى نموذج متكامل للاستجابة المناسبة للمخاطر وفقاً لأفضل الممارسات الدولية، وبناء عليه تم إعداد دليل إجرائي للتعامل مع بلاغات العنف الأسري داخل مراكز الحماية وتحديد أدوار الجهات ذات العلاقة في المعالجة، والفئات التي ينطبق عليها نظام الحماية من الإيذاء، تتضمن الطفل دون سن الثامنة عشرة، المرأة أياً كان عمرها داخل نطاق الأسرة، كبار السن، الأشخاص ذوي الإعاقة.