أعرف أنه تعب إلى درجة اكتفى فيها بتوديعي بعبارات كل ما رجعت لها أبكي محمد الذي مات وترك لي الحزن.
محمد علي الشمراني (الحرازي) ودعنا الأحد بعد معاناة مع السرطان الذي لم يبقِ في جسده إلا عينين غائرتين وعظاماً بلا جلد.
ألتقيته آخر مرة في مناسبة في جدة، وقف أمامي وكأنه يقول: «جيتك بقايا حي كل أكثره مات»..!
آه يا محمد أتعبني مرضك وآلمني فراقك من يداري دمعتي يا محمد التي انهمرت حينما جئت لأراك، فقال لي ابنك علي بصوت غلبته الدموع والدي يعتذر فقلت لقد أشفق عليّ أن أراه وهو بهذه الحال..!
لتأتي بعد ساعة رسائله الصوتية تباعاً يعتذر وهو يبكي لم أكن أتوقع هذا اليوم يا تاج الرأس أن تزورني ولا أستقبلك..!
تعبان يا بومحمد، ولا أحب أن تراني وأنا في حال عجز الأطباء عن علاجي، فقررت أن أنتظر قدري دون أن أتعب أحداً معي.
أتعبتني يا بوعلي، فكنت معي أخي الذي لم تلده أمي، كنت أفرح حينما تقول (أنا بخير)، وأشعر بأمل عندما أراك مغرداً في موقع إكس.
قرأت تهنئتك بزواج ابني محمد التي قلت فيها: «كنت أنتظر هذه الليلة لأفرح معك، لكنني لحظتها يا تاج الرأس أواصل الأنين بين الأجهزة الطبية، لكنني بعد أن منحتني الآلام فرصة لألتقط فيها أنفاسي اطلعت على الصور وتعبت أكثر لأنني كنت أتمنى أكون بجانبك لأعيش فرحتك وفرحة محمد»..!
أي إنسان أنت يا بوعلي لقد كنت تكتب فرحي بتعبك، واليوم أكتب حزني عليك بدموعي.
بعض من نبل محمد كتبه الزميل صالح الشمراني في هذا النزف: "تحامل على مرضه بروح طيبة، وقلب أبيض وكأن لا مرض عنده"!
عرفني من تويتر، فجاء قبل أقل من سنة من #الرياض وزارني وأولاده وهو على عجل
يا الله، من الذي يعرف (محمد علي الحرازي) ولا يحبه؟
سنبكي جميعاً وكلنا سندعو، رحمك الله وأحسن عزاء أهلك وعزاءنا فيك.
مات صديقي محمد وذكرياتي معه أكبر من أن أنساها، فيها فرح وحزن، وقاسم علاقتنا والدته التي كانت تقول بعفويتها (محمد يحبك)، فقلت لها ونشترك أنا وإياه في حبك..
رحمك الله يا محمد، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.