هناك اتجاه عالمي واضح وشبه إجماع في الأوساط العلمية بأن الفضاء هو المجال المستقبلي الأهم في تنويع مصادر الثروات والموارد للبشر. وهذا رأي مهم ومعتبر ولا يمكن إنكاره بطبيعة الحال، إلا أن هناك فئة قليلة جداً من الباحثين والعلماء لهم رأي آخر ومختلف تماماً، وفكرتهم ببساطة أن المحيطات البحرية تحمل في أعماقها العديد من الحلول والمفاجآت التي قد تكون مفاتيح لتقديم البديل عن مشكلات قائمة وتواجهها المجتمعات الإنسانية وتتعامل معها بمنتهى الصعوبة.
فالمحيطات بأعماقها العظيمة التي لم يتمكن الإنسان حتى الآن من معرفة مداها وبالتالي ولا الوصول إليها بها براكين هائلة من الممكن الاستفادة منها كمصدر هائل للطاقة، وطبعاً بها مخزون هائل من النفط والغاز، إضافة إلى كميات هائلة من المعادن أهمها الحديد.
أكثر من ٩٥% من إجمالي قيعان المحيطات لم يتم اكتشافها حتى الآن، ولم تعرف بالتالي أسرارها وما تحمله من مخزون طبيعي من الموارد والثروات.
هناك اكتشافات مبدئية في غاية الأهمية تم الوصول إليها في أحد المحيطات وحملت النتائج الأولية وجود مخزون هائل من الزنك والنحاس والذهب والفضة بالقرب من غينيا الجديدة. وهذا الأمر أوجد توجهاً اقتصادياً مؤسساتياً جديداً بمسمى تعدين البحار العميقة لتنظيم هذا النوع من التنقيب المرشح للتنامي والازدياد.
وهناك كمٌّ مهول من النوافير البخارية الشديدة القوة والمنبعثة من قيعان المحيطات التي من الممكن أن تشكّل مصدر طاقة مهماً وفعّالاً تماماً كما يتم استغلال الشلالات على سطح الأرض.
تم منح رخص للتنقيب في قاع المحيطات لما تزيد مساحته على 1.5 مليون كيلو متر مربع في قاع المحيط الهادي فقط. وقد أبدى البنك الدولي اهتماماً كبيراً وجدياً وبات يموّل بعض المشاريع في هذا المجال، وذلك بعد دراسة مستفيضة أثبتت جدوى هذا التوجه قام بتمويلها.
الاهتمام بالمحيطات والتنقيب في أعماقها مسألة مهمة وواعدة، قد لا تبدو أنها مغرية مثل الفضاء والكواكب والمجرات ولا تلقى نفس الاهتمام والجاذبية إلا أن ذلك لا يمنع كونها ثروات كامنة تنتظر فرصة اكتشافها.