حين أقر مجلس الوزراء في 2019 (نظام الجامعات الجديد) ثم طُبِّق مبدئياً على بعضها؛ منح الجامعات استقلالية وصلاحيات لتأسيس شركات استثمارية وخصخصة بعض الخدمات، والانفتاح على العالم الخارجي، وتعزيز الشراكات والتعاون، وخدمة المجتمع، واستقطاب الاستثمارات وتحويلها إلى بيئة فعالة وجاذبة، وإيجاد مصادر للدخل متنوعة لسد جزء من تكاليفها بدلاً من الجمود والانغلاق الذي كانت تعيشه.
ولكن؛ منظر أسوار المؤسسات التعليمية الجامعية وما عليها من أسلاك شائكة لا يوحي بمواكبة التطور الذي نعيشه اليوم في مختلف المجالات، خصوصاً القطاع السياحي الذي يسعى إلى تشجيع السياحة باستقطاب الزوار من أنحاء العالم، لذا؛ ينبغي أن تكون الجامعات من المعالم السياحية والمزارات يرتادها قاطنو المدينة الموجودة بها الجامعة وزائروها، لقضاء أوقات على مدار الساعة داخل مرافقها؛ حدائق، ومقاهٍ، ومطاعم، وصالات ألعاب، ومسارح، ودور السينما، والمكتبات الغنية بالنفائس.
لعله يأتي يوم نرى فيه المؤسسات التعليمية بلا أسوار ولا بوابات، مفتوحة على العالم الخارجي مكتملة الخدمات، جاذبة للناس، ومشجعة لمنسوبيها أكاديميين وطلاب وموظفين لقضاء أوقات ممتعة بداخلها، مستمتعين بمرافقها المفعمة بالحيوية والحياة، تتزين جوانبها بمشروعات وإبداعات الطلاب من لوحات جدارية ومجسمات هندسية تُبهر الزائرين.
الطالب عندما يخرج من بيئة التعليم العام؛ يتوقع بأنه سيعيش تجربة جديدة ممتعة في مؤسسة تعليمية جامعية مرموقة، يستطيع أن يقضي جميع أوقاته بما فيها عطلة نهاية الأسبوع داخل حرمها بدون ملل، في أجواء جميلة تصفي الذهن وتُولد الأفكار وتُشجع على التعلم.
فالمراحل الدراسية تبقى ذكريات منقوشة في الأذهان، وتُشعر بالحنين لتلك الأماكن والأيام، فما أجمل الذكريات حين تكون في بيئة جميلة تفوح في أرجائها رائحة القهوة ممزوجة بروائح الورود والأشجار ونفحات الأخشاب البرية العتيقة عندما تكتسي بها المباني والحدائق، وتسمع تغاريد الطيور وهي مستمتعة بجمال المكان.
أخيراً..
هذه ليست مجرد أفكار خيالية وإنما هي أحلام مواطن سعودي ترسخ في ذهنه بأن «رؤية 2030» بقيادة عراب الرؤية سمو ولي العهد -حفظه الله- كفيلة بتحقيق تلك الأحلام وأكثر، واستيحاءً من شعار اليوم الوطني السعودي «نحلم ونحقق».