أغرق هطول الأمطار، (الجمعة) الماضية، أجزاءً واسعة من منطقة جازان، وحولها إلى مسطحات مائية في معظم المواقع بالمنطقة، بعدما وصل منسوب المياه إلى كميات مرتفعة، هي الأعلى على مستوى المملكة بمعدل 184 ملم، حيث تجاوز منسوب المياه الأرصفة والجزر الوسطية للشوارع، وداهمت المياه المحال التجارية وغمرت الأراضي البيضاء والشوارع داخل الأحياء السكنية والقرى، وتسببت في جريان السيول والأودية، وأحدثت أضراراً جسيمة في الطرق الرئيسية والفرعية بمواقع متفرقة بمحافظات المنطقة.
«عكاظ» رصدت التجمعات المائية والمياه التي غمرت أحياءً بمدينة جازان، بعدما فشلت مشاريع تصريف مياه الأمطار في معالجتها، ما دفع عدداً من الأهالي بمطالبات الجهات المعنية بوضع حلول عاجلة بعد أن غمرت مياه الأمطار الأحياء السكنية، وداهمت المنازل، خصوصاً في أحياء (الصفا، المطار، الروضة، السويس) وبعض المخططات السكنية بالمدينة.
جولة «عكاظ»، أجمع خلالها الأهالي على مطالبة الجهات المعنية بوضع خطط استباقية وحلول جذرية، تتمثل في إنجاز مشاريع تصريف مياه الأمطار، التي تتكرر بشكل سنوي.
فشل مشاريع التصريف
قال إبراهيم صالح : «أمطار الجمعة التي شهدتها المنطقة غمرت الشوارع والأحياء السكنية، وحولتها إلى بحيرات، وأضرت بالأسفلت، وتسببت ببروز حفريات عطلت حركة السير».
وأضاف عبدالله محمد من سكان حي السويس: «المياه غمرت الشوارع وتسببت في تلف الممتلكات العامة؛ حيث أضرت بالأرصفة والأسفلت، كما تضررت المركبات وتعطلت وسط الطرق، وأعاقت حركة السير».
وأشار إلى أن مشروع تصريف مياه الأمطار أثبت فشله، فالمشكلة ما زالت قائمة وتتكرر سنوياً.
وأفاد علي قاسم أن أغلب الشوارع يصعب المرور فيها؛ فمسافة الوصول من حي لآخر باتت شاقة وصعبة؛ بسبب إغلاق بعض الشوارع والطرق المغمورة بالمياه بنسبة عالية جداً تجاوزت الأرصفة وعطلت المركبات وأوقفت حركة السير، لافتاً إلى أن المياه أحاطت بمداخل الأحياء السكينة والمدارس والمساجد.
معاناة وناقوس خطر
أيمن محمد من سكان حي المطار، قال: «نواجه صعوبة في الوصول إلى منازلنا، فالمياه تجمعت حول مداخل البوابات والمباني السكنية، وصعوبة في التنقل من منزل لآخر، فهناك معاناة كبيرة في الدخول والخروج للمنازل والسبب تجمع المياه».
وأشار حسن خالد، من سكان حي المطار، إلى أن أمطار الجمعة فاجأت الجميع خصوصاً سكان حي المطار والصفا والروضة والبلد؛ فالشوارع غمرتها المياه بشكل كبير، وقد تسبب ذلك في تخوف الأهالي من الوقوع ضحية التماس والصعق الكهربائي، إذ توجد عدادات مكشوفة ومولدات كهربائية تلاصق المنازل؛ ما يشكل خطراً بعد هطول الأمطار؛ لأن منسوب المياه وصل لمستوى عالٍ.
وذكر قائلاً: «اختلطت مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي، وذلك الأمر فاقم من المشكلة، إذ إن معظم غرف الصرف الصحي نزحت واختلطت بمياه الأمطار مما نجم عنها روائح كريهة، والحل في تحسين مشاريع البنية التحتية لمعالجة المشكلة التي تتكرر بشكل سنوي».
وأفاد علاء أبو طالب بقوله: «حي السويس بمدينة جازان يعج بتجمع كميات كبيرة من المياه، التي غمرت وارتفع منسوبها إلى الشوارع والمداخل، وباتت مستنقعات وملاذاً آمناً لتكاثر البعوض الناقل للأمراض، كما أن حي السويس من الأحياء السكنية الحديثة في مدينة جازان، ويعاني من مشاريع تصريف مياه الأمطار، التي حولت بعض المواقع في الحي إلى أحواض سباحة».