في لقاء مع الأستاذ عبدالله الحوطي على منصة رقمية، تَحَدّث عن «إدارة العقول»، ويرى أن من أخطاء القائد أنه يريد أن يعرف كل الإجراءات، وأتفق معه في ذلك وسبق أن كتبت عن ذلك في مقالة سابقة بشكل مفصل.
إدارة العقول من رأيي هي أعلى درجات الإتقان في القيادة، وهي الموهبة الإدارية الذهبية والرقم الصعب في الوصول إلى النجاحات والأهداف، حيث يكمن السبب الجوهري في تعرقل المؤسسة أو المنظومة عن تحقيق أهدافها هو أن القائد ينشغل بالتفاصيل ويذهب عن الهدف بعيدًا أو قد يغرق في التفاصيل دون أن يشعر ويتوقع بأنه يسير في الطريق السليم.
ولدي رؤية مختلفة حول «إدارة العقول» تختلف عن الحديث الشائع والمفهوم المتداول عنها؛ أولًا أرى بأن إدارة العقول تتطلب من القائد التخلص من المركزية في الاطلاع على أدق الإجراءات توهمًا منه بأن هذا العمل سيقوده إلى اتخاذ القرار الصحيح وقياس الأثر والجودة! وأيضًا تطبيق مفهوم إدارة العقول على مستوى المؤسسة لا بد أن يكون معززًا للأداء والإبداع والتفوق في المؤسسة من خلال تحسين قدرات الموارد البشرية وفعالية القرار على مستوى العقول التي تدير الأقسام بالمؤسسة.
كذلك أرى بأن إدارة العقول تتطلب مهارة القدرة على التأثير على العقليات والتفكير لدى الموظفين وتحفيزهم لتحقيق الأهداف المشتركة عوضًا عن الغوص في تفاصيل إجراءات مهامهم اليومية والدورية، وفي المقابل إدارة العقول تقوم على تشجيع الموظفين على تطوير مهاراتهم العقلية وتعزيز التفكير النقدي والإبداع والتحليل، وهذا الأمر مغيّب تمامًا في البرامج التدريبية التي تُقدم في أغلب المؤسسات.
ختامًا.. القائد الذي تحتاجه المؤسسات اليوم من رأيي ليس القائد الذي يملك شهادة ونظرية في مجال القيادة إنما هو مَن يملك موهبة ومهارة في إدارة العقول وتوجيهها إلى الأهداف والنتائج المطلوبة.