على وقع أجواء تشي بقرب اجتياح رفح، رغم التحذيرات الدولية والإقليمية من كارثة إنسانية، دعا جيش الاحتلال الإسرائيلي النازحين الفلسطينيين المتكدسين في المدينة إلى إخلاء الأجزاء الشرقية. وطلب من المدنيين الانتقال إلى ما يطلق عليها «منطقة إنسانية موسعة» في المواصي وخان يونس.
وحذر المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، اليوم (الاثنين)، نازحي رفح من التوجه نحو مدينة غزة، مؤكدا أنها ما زالت منطقة قتال خطيرة. وأفاد جيش الاحتلال بأنه لن يضع إطارا زمنيا لعملية إخلاء رفح وسيجري تقييمات عملياتية. وأضاف أن عملية الإخلاء من شرق المدينة تشمل نحو 100 ألف شخص.
وقال المتحدث إن الإخلاء جزء من الخطط لتفكيك حماس.
ورغم أن إسرائيل لم تعلن رسمياً بدء عملية اجتياح رفح، إلا أنها أبلغت منظمات إغاثة دولية وفلسطينية بتفاصيل الإخلاء، بحسب ماكشفت صحيفة «هآرتس». وزعم الجيش الإسرائيلي أنه أبلغ مصر الليلة الماضية ببدء عملية إجلاء شرق المدينة الفلسطينية المكتظة بالنازحين، مدعيا أنه يعمل على عدم توجه سكان رفح نحو الحدود المصرية.
وفيما بدأ الآلاف يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة، وفق ما أفاد شهود لوكالة أنباء العالم العربي، حذر قيادي كبير في حماس من أن أمر الإخلاء الإسرائيلي تطور خطير وسيكون له تداعياته. وحمّل الولايات المتحدة المسؤولية، مشددا على أن الإدارة الأمريكية تتحمل المسؤولية إلى جانب الاحتلال عن هذا الإرهاب. وكشف قيادي آخر في الحركة "كنا قريبين من التوصل لاتفاق ، لكن أوامر إخلاء رفح ستوقف المفاوضات"، وفق ما أفاد موقع "أكسيوس".
وأكد الشهود أن حالة ارتباك سادت في أوساط النازحين في ظل الدعوة الإسرائيلية المفاجئة، التي جاءت بعد يوم واحد من أنباء إيجابية عن تقدم في صفقة التهدئة وتبادل الأسرى. وقال شاهد عيان «حاولنا أن نأخذ خيامنا معنا وبعض ما يمكن نقله من أمتعة في رحلة نزوح جديدة ولا نعرف كيف ستكون نهايتها».
في حين أكد شاهد آخر أن طائرات إسرائيلية ألقت منشورات على منطقة رفح تدعو السكان للمغادرة بشكل فوري باتجاه ما سمته «المنطقة الإنسانية الموسعة في المواصي».
وتضمنت المنشورات تهديدا بأن الجيش «سيعمل بقوة شديدة ضد المنظمات الإرهابية في مناطق مكوثهم مثلما فعل حتى الآن.. كل من يتواجد بالقرب من المنظمات الإرهابية يعرض حياته وحياة عائلته للخطر». يذكر أن عدد المقيمين في رفح يصل إلى نحو 1.2 مليون شخص، نزح غالبيتهم من مناطق أخرى في القطاع.