فيما رأى الجيش الإسرائيلي أن إغراق أنفاق غزة «فكرة جيدة» تساهم في القضاء على قدرات حماس وقادتها، فإن خبراء يعتقدون أن تنفيذ الخطة لن يكون سهلاً، محذرين من مخاطرها البيئية. وشرع جيش الاحتلال في اختبار ضخّ مياه البحر في عدد من شبكات الأنفاق المترامية في القطاع، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وبدأ استخدام شبكات الأنفاق التي تطلق عليها إسرائيل «مترو غزة»، لكسر الحصار الذي فرضته إسرائيل بعد سيطرة حماس على السلطة في2007. ووسعت حماس بعد حرب عام 2014 شبكة الأنفاق.
وقدرت دراسة لمعهد الحرب الحديثة في الأكاديمية العسكرية الأمريكية «ويست بوينت» عدد الأنفاق بنحو 1300 تمتد على 500 كيلومتر.
ومنذ الاجتياح البري لغزة في 27 أكتوبر، أدرك الجيش الإسرائيلي أن شبكة الأنفاق أصبحت أكثر اتساعاً وأعمق مما كان يعتقد، بحسب ما قال الخبير العسكري في مركز الأبحاث «راند كوربوريشن» رافائيل كوهين لوكالة «فرانس برس». وادعى الجيش الإسرائيلي أنه عثر على أكثر من 800 فتحة نفق، تم تدمير 500 منها.
وكان عدد من الأسرى الذين تم إطلاق سراحهم خلال الهدنة أفادوا بأنهم احتجزوا في الأنفاق ونقلوا مع تطور المعارك البرية والقصف. وزعم الجيش الإسرائيلي، الذي اقتحم مجمع الشفاء الطبي، أنه عثر على نفق في قبوه.
وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن الأمر ينحو إلى إغراق الأنفاق بمياه البحر المتاخم للقطاع الساحلي الصغير. وقالت قناة «كان 11» العامة: إن الاختبارات بدأت وأثبتت فاعليتها. وقال قائد الجيش هرتسي هليفي إن هذه «فكرة جيدة»، إلا أن بعض الخبراء يرون أنه «ليس هناك طريقة جيدة لتدمير نفق بدون التأثير على البنى فوق الأرض».
من جانبها، شككت حماس في قدرة إسرائيل على تحقيق هدفها. وقال عضو المكتب السياسي للحركة أسامة حمدان: «تم بناء هذه الأنفاق من قبل مهندسين مدربين ومتعلمين جيداً»، لافتاً إلى أنهم أخذوا في الاعتبار جميع أنواع الهجمات المحتملة، بما في ذلك ضخ المياه.
في غضون ذلك، أعرب خبراء ومسؤولون أمميون عن خشيتهم من تلوث المياه الجوفية بالمياه المالحة، مع ما يترتب على ذلك من عواقب كارثية على إمكان حصول سكان غزة على مياه الشرب الشحيحة. وحذرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية لين هاستينغز الخميس من أن ذلك «يمكن أن يؤثر على الأجيال القادمة».