ما زالت حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة ماضيةً في جرائمها التي لن تتوقف طالما لا يوجد رادع لها. وهي ليست جرائم حرب فقط، بل جرائم انتهاك همجية لمشاعر المسلمين عندما يدعو أحد أسوأ أعضاء الحكومة، وزير الأمن القومي الأشد تطرفاً بن غفير الى إنشاء كنيس يهودي في المسجد الأقصى.
المملكة العربية السعودية أصدرت بياناً فورياً قالت فيه إنها «تدين تصريح وزير في حكومة الاحتلال الإسرائيلي دعا فيه لإقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى المبارك. وتؤكد المملكة رفضها القاطع لهذه التصريحات المتطرفة والتحريضية، ورفضها الاستفزازات المتواصلة لمشاعر المسلمين حول العالم، وتشدد المملكة على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى المبارك، مجددةً دعوة وضع حدٍّ للكارثة الإنسانية التي يشهدها الشعب الفلسطيني الشقيق، وتفعيل آليات جادة لمساءلة المسؤولين الإسرائيليين على الانتهاكات المتواصلة للقوانين والأعراف والقرارات الدولية».
كذلك أدانت رابطة العالم الإسلامي تصريح الوزير الإسرائيلي ووصفته بالهمجي، محذرةً من مخاطر تمادي حكومة الاحتلال من المساس بالوضع التأريخي والقانوني للمسجد الأقصى، واستفزاز مشاعر المسلمين ووضع حد للجرائم الممنهجة التي تواصل حكومة الاحتلال ارتكابها ضد المدنيين الأبرياء.
إسرائيل استمرأت الممارسات البلطجية في فلسطين بكل أشكالها، فرغم كونها لا تزال تنكّل بسكان قطاع غزة إلى الآن، وتتحدى مبادرات ومفاوضات الوسطاء لإنهاء هذا الوضع المأساوي، فإنها لم تتردد في محاولة إشعال حرب دينية بتصريح وزيرها المتطرف الأهوج بن غفير، سيكون طرفها الآخر أكثر من مليار ونصف مسلم.
هناك وضع قانوني معروف للمسجد الأقصى، ولكن متى احترمت إسرائيل أي قانون أو معاهدة أو ميثاق أو أعراف دولية. إنها ليست دولة مدنية متحضرة كما يحاول الغرب تصويرها، بل عصابة في غاية التطرُّف؛ عسكرياً ودينياً، ولها أحلام كبرى تراود خيالها تأريخياً، تحاول تنفيذها مرحلياً. هذا التوجه الخطير الذي دعا إليه بن غفير لا يمثله وحده، بل يمثل سياسة حكومته التي لا تريد التوقف عن تهورها، والتي لا بد أن يفهم العالم حقيقتها ويلجمها.