رجحت مجلة «إيكونوميست» أن تشهد مرحلة ما بعد انتهاء الهدنة «معركة شرسة» في جنوب قطاع غزة، مؤكدة أنها ستكون أصعب وأكثر إثارة للجدل بعد انتهاء وقف إطلاق النار.
ووصفت المجلة البريطانية ما يجري الآن بأنه «لحظات سلام نادرة» بعد أسابيع من المعاناة، إذ اجتمع شمل عشرات الإسرائيليين الذين كانوا محتجزين طوال 7 أسابيع مع عائلاتهم. وأتاح التوقف القصير للحرب في غزة للفلسطينيين الخروج من ملاجئهم، والبحث عن الطعام والوقود وعن أقاربهم المفقودين وعما تبقى من منازلهم.
واعتبرت أن تلك اللحظات كانت «حلوة ومرة»، فمعظم الرهائن لم يطلق سراحهم، ولم يجد جل الفلسطينيين الذين عادوا إلى ديارهم سوى الأنقاض. وستكون هذه اللحظات أيضا قصيرة الأجل، إذ تنتهي المهلة بعد يومين. وذكرت المجلة أن تبادل الرهائن قد يستمر بضعة أيام أخرى، لكنه سينتهي، وقد يكون القتال التالي أسوأ مما حدث من قبل.
ولفتت إلى أنه في مرحلة ما ستنفد حركة حماس من الأسرى الذين ترغب في الإفراج عنهم في هذه الجولة من المفاوضات. ومن المحتمل أن يبقى كل من الجنود والرجال الإسرائيليين أسرى، على أمل غير مرجح في إبرام صفقة أكبر تشمل وقفاً دائما لإطلاق النار والإفراج عن العديد من السجناء الفلسطينيين. وعندما تأتي الهدنة إلى نهايتها المحتومة ستستأنف إسرائيل القتال ضد حماس.
ورأت «إيكونوميست» أن القوات الإسرائيلية ستواصل في الجولة القادمة من القتال تمشيط أنقاض شمال غزة بحثا عن مداخل الأنفاق وراجمات الصواريخ وغيرها من المواقع العسكرية. ولفتت إلى تخوف المسؤولين الإسرائيليين من طريقة المضي قدما في جنوب القطاع، إذ لا يمكنهم بسهولة إرسال وحدات مدرعة للسيطرة على المنطقة كما فعلوا في الشمال، لأنها مكتظة بالمدنيين النازحين.
وتوقعت أن تشهد مرحلة ما بعد الهدنة توغل إسرائيل في منطقة واحدة في كل مرة، وربما البدء بمدينة خان يونس ومحاولة إجبار السكان على الانتقال إلى «منطقة إنسانية» محددة قرب الساحل، وهو ما اعتبرته أمرا محفوفا بالمخاطر، إذ سيتعين على المدنيين الاختيار بين التجمع على شريط مهجور من الشاطئ والاختباء في منازلهم أو في ملاجئ مؤقتة، وكلاهما يمكن أن يؤدي إلى نتائج مروعة. وأكدت أن القتال في مناطق مكتظة بالسكان دون دروع ثقيلة سيكون أخطر بالنسبة للقوات الإسرائيلية.
وأفصحت المجلة أن واشنطن قلقة بشأن خطة إسرائيل لشن هجوم كبير في الجنوب، لافتة إلى أنه إذا ضغطت أمريكا على إسرائيل للتراجع، فقد يؤدي ذلك إلى تجنيب سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة جولة أخرى من القتال والتشريد، لكنه قد يتركهم أيضا عالقين في جيب مكتظ ويائس أصغر حتى من ذلك الذي كانوا يعيشون فيه من قبل.