دخل اتحاد الكُتّاب العرب مرحلة تهديد بالانقسام لكيانه الذي يمتد عمره لسبعة عقود، وبحسب مصادر «عكاظ»، فإن عدداً من الاتحادات انفردت باجتماع لها في دمشق وأعلنت تأسيس اتحاد كتاب المشرق العربي؛ الذي يضم في عضويته كلاً من سورية والعراق ولبنان والأردن وفلسطين؛ بهدف تعزيز التعاون ثقافياً بين هذه الدول وتحصين الهوية الثقافية والانتماء ومواجهة التطبيع، فيما دعت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء لعقد اجتماع المؤتمر العام للأدباء والكتاب العرب، خلال الفترة من 17 إلى 20 أبريل الجاري، بمشاركة 11 اتحاداً وأسرة، إضافة إلى روابط أعضاء اتحاد الكتاب والأدباء العرب، واعتمدت ندوة عن (دور المقاومة الثقافية في دعم القضية الفلسطينية)، بمشاركة أدباء وكتاب من أعضاء اتحاد الكتاب والأدباء العرب، وكان يهدف لإجراء انتخابات لتحديد منصب الأمين العام للاتحاد للفترة (2024- 2028)، علماً بأنه تم إيقاف الاجتماع لمخالفته لوائح ونظام اتحاد الكُتّاب العرب.
فيما نددت اتحادات بالإجراءات التي وقعت لمخالفتها نظام اتحاد الكُتّاب العرب.
اتّحاد الكتّاب التّونسيين: اعتداء أسدلنا على دعوته ستار الصّمت
أوضح رئيس اتحاد الكُتّاب التونسيين الدكتور العادل خضر، أن الاتحاد تلقى دعوة من الجمعيّة العمانيّة للكتّاب والأدباء، تلتمس منّا رفقة نائبي الدكتور زهير الذّوّادي الحضور بسلطنة عمان لحضور (اجتماع المؤتمر العامّ لاتّحاد الأدباء والكتّاب العرب). وأكد أنه تم إسدال ستارة الصّمت على الدعوة ولم يتم الردّ عليها. وقال خضر: «في هذا الظّرف الاستثنائي الّذي تستعدّ بلادنا للاحتفال بمعرض تونس الدّولي للكتاب، وهو حدث ثقافيّ ضخم، أرسلنا دعوات إلى بعض رؤساء الاتّحادات والرّوابط والنّقابات من أعضاء الاتّحاد العامّ للأدباء والكتّاب العرب ليشاركونا حفلنا هذا، وتكون استضافتهم فرصة تجمعنا للتّشاور في سبل تنظيم مؤتمر الاتّحاد العامّ للأدباء والكتّاب العرب، لنوفّر له أسباب النّجاح، ويحقّق أهدافه النّبيلة وعلى رأسها توحيد صفّ الكتّاب العرب وجمع كلمتهم لإنجاز مشروع ثقافيّ يكون جامعاً وموحّداً وبانياً لثقافة عربية واحدة تراعي تنوّعها وثراءها العظيم، إلا أننا فوجئنا بدعوة جمعية عمان التي يتولى الرّدّ عليها الأمين العام كونها من صلاحياته، إذ هو الشّخص القانوني الوحيد الّذي يدعو للاجتماعات وعقد المؤتمرات».
وعدّ أي محاولة من أي طرف آخر لاغتصاب هذا الحقّ الّذي تكفله له لوائح الاتّحاد وقوانينه «اعتداء سافراً» على العقد الأخلاقي والقانوني الّذي أمضاه رؤساء الرّوابط والنّقابات والاتّحادات والأسر.. الممثّلون الشّرعيّون للأدباء والكتّاب العرب في أقطارهم العربيّة كافّة. وأضاف: إلا أنّ الكيل طفح لمّا نشرت هذه الجمعيّة الّتي تجمعنا بها اتّفاقيّة تعاون، صورة معلّقة تتضمّن دعوة خاصّة لرئيس مركز السلطان قابوس العالي للثّقافة والعلوم، ورأينا في أعلاها شارة الاتّحاد العامّ للأدباء والكتّاب العرب، وفي أسفلها مجموعة من الأعلام العربيّة من بينها العلم التّونسي الّذي يُمنع وضعه خارج تونس بأيّ تعلّة من التّعلاّت.
وأكد أنّ اجتماع مسقط فيه اعتداء على حقّ تونس في تنظيم فعاليات المؤتمر العام لاتحاد الأدباء والكتّاب العرب؛ الّذي صادق عليه بالإجماع أعضاء الاتّحاد العامّ في نواكشوط عاصمة موريتانيا الشّقيقة، وأثبته الأمين العامّ في مراسلته الأخيرة بتاريخ 30 مارس 2024، وهو الّذي يعود إليه النّظر والحقّ في تقرير مكان عقد الاجتماع وتاريخه، مشيراً إلى أنه يمتثل لما يقرّره احتراماً للقانون الّذي يوحّد صفّ الاتّحاد العامّ للأدباء والكتّاب العرب ويحافظ على تماسك هيكله، مذكّرين بأنّ تونس لم تقبل تنظيم فعاليات المؤتمر إلاّ بطلب من العديد من الاتّحادات العربية مشرقاً ومغرباً للحفاظ على وحدة هذا الاتّحاد العريق واحتراماً للقانون الذي يلزم جميع الأعضاء باحترامه.
ولفت إلى أن اتّحاد الكتاب التونسيين، لم يُرسل أيّ شكل من أشكال الموافقة على الاجتماع المنعقد في مسقط العاصمة العمانية تحت راية (اجتماع المؤتمر العام لاتحاد الأدباء والكتّاب العرب)، كما أنّه لم يتلقّ أيّ دعوة رسميّة صادرة من الأمين العامّ لاتّحاد الأدباء والكتاب العرب يدعو فيه لحضور هذا الاجتماع، مشيراً إلى أن «كلّ دعوة ترد من خارج القنوات القانونيّة المعمول بها باطلة، وكلّ ما سيسفر عنه اجتماع مسقط هو والعدم سواء».
وأدان اتّحاد الكتاب التونسيين بشدّة وبلهجة صارمة، كلّ استعمال للشّارات الوطنيّة التّونسيّة، وخصوصاً العلم التّونسيّ، معتبرين «وضعه دون إذن من أيّ جهة رسميّة تمثّل السّيادة التّونسيّة اعتداء متجاوزاً وغير مسؤول يدعونا بحكم مسؤوليتنا الوطنيّة إلى إدانته والتّنديد به علناً أمام الاتّحادات العربيّة كافّة، ويلزمنا برفع الأمر إلى وزير الخارجية التّونسيّة، ومراسلة سفير تونس بالعاصمة العمانية لإحاطتهما بهذا الانزلاق الغريب الذي يسيء إلى العلاقات التّاريخية بين الجمهورية التونسيّة وسلطنة عمان الشقيقة».
وأبدى اتّحاد الكتاب التونسيين أسفاً شديداً على توظيف اسم علم من أعلام الثّقافة العربية وصاحب منصب سياسي محترم، ومثقف عتيد، بتوريطه في مثل هذا الخرق غير الأخلاقي وغير القانوني الذي ينذر بتصدّع هذا الهيكل العريق الموحّد لصفوف الأدباء والكتّاب والمثقّفين العرب، «في ظرف نشعر فيه مشرقاً ومغرباً بالحاجة الشّديدة إلى التآزر والتكاتف والتنسيق لمناهضة المجازر الإسرائيلية الوحشية الّتي تنظّم يوميّاً لإبادة الشّعب الفلسطينيّ وإدانتها باسم الإنسانيّة جمعاء».
ودعا الأمين العامّ لاتّحاد الأدباء والكتّاب العرب أن «يمارس كلّ صلاحياته الّتي يكفلها له القانون في تنظيم المؤتمرات والاجتماعات وفرض الانضباط واحترام اللّوائح والقوانين المنظّمة لهيكلنا العريق، ومساندة كلّ الإجراءات الّتي سنتّخذها لصيانة شرفنا الوطني وحقّنا في تنظيم المؤتمر بكلّ السّبل المتاحة له».
اتحاد الكُتّاب الجزائريين: عيب لمن ينهى عن منكر ويأتي بأخطر منه
كشف رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين يوسف شقرة في بيان صحفي، أنه تابع باهتمام كبير بيان القيادة التونسية لاتحاد كتّابهم وما حمله من إدانة واستنكار شديدين للتجاوزات التي فاقت كل حدود وتجاوزت الخطوط الحمراء. وقال: إذا كنا ترفعنا عن الرد والدخول في نقاشات قانونية رعناء تنتهي بنا إلى التشرذم والتشتت في وقت تحتاج أمتنا الى التعاضد والتماسك، فلأننا كنا نأمل من إخوتنا رؤساء الاتحادات والروابط والأسر الوقوف لحظة تأمل مع الذات والواقع العام، والبحث في أهداف ومآلات هذا المنحى الخطير، وكذلك كنا نتمنى من إخوتنا اللجوء لمن صاغوا القانون الأساس واللائحة التنفيذية لاتحادنا العام للفتوى القانونية والتناصح إذا تفرقت بهم السبل، إلا أنه وللأسف المصالح الخاصة والتنافس غير الشريف على منصب الأمين العام أعمت البصر والبصيرة، ووقعت التجاوزات، في الوقت الذي طالب الأغلب -إن لم أقل الكل- بعودة المؤتمر العام إلى تونس كما نص عليه المؤتمر العام وما تبعه من دورات المجلس، موضحاً «تلقيت اتصالات هاتفية تحاول إسهامنا في إقناع رئيس اتحاد الكُتّاب التونسيين صديقنا العادل خضر بالعدول عن قرار الاعتذار، ووصل بهم الإلحاح والقول إنهم مستعدون للمساعدة المالية وبالتكفل الكامل بوفودنا في تونس إيواء وإطعاماً، وذهب البعض الى أكثر من ذلك» ما دفعه للتدخل وإقناع قيادة اتحاد الكتاب التونسيين والأمين العام لقبول العودة لقرار المؤتمر العام وما تلاه. ليُفاجأ بدعوة الجمعية العمانية إلا أنه لم يردّ على الدعوة محبة واحتراما للمهندس سعيد الصقلاوي، إلا أن التطاول الذي تلا الدعوة يمثل انتهاكاً لكل الأعراف والقوانين والأخلاقيات.
وقال: أقول للأخ للصقلاوي إن ما قمت به لن يغفره لك التاريخ، وأقول للنافخين في الكير أصحاب السوء لا تنهوا عن منكر وتأتون بمنكر أعظم منه، وابتعدوا عن استعمال غزة والمقاومة وفلسطين كـ«قميص عثمان» فهي أطهر منكم وأشرف وهي في أعناق الشرفاء الذين يعملون لها ومن أجلها ولا يستعرضون أو يتباهون، وكفاها ما تعانيه. وشدد إدانته لكل الانحرافات والانزلاقات خصوصاً استعمال الراية الوطنية التي ضحى من أجلها في ثورة التحرير فقط أكثر من مليون ونصف المليون شهيد، أما المنافقون والمداهنون فليذهبوا إلى الجحيم.
وأضاف: سنستعمل حقنا ما لم يكن هناك اعتذار رسمي، وأطالب بإلحاح شديد من الأمين العام الدكتور علاء عبدالهادي باتخاذ مسؤولياته كاملة ونحن معه من أجل الاتحاد العام وبقائه نظيفاً صافياً وصرحاً صامداً مشعاً، فالحق يعلو دائماً. وأذكر هنا أن اتحادنا العام حين تأسس رسم مبادئ وقام على ضوابط وثوبت وأخلاق، وسيستمر رغم هذه الزوبعة الخاوية. كما تجدر الإشارة إلى التنويه بكل من وقف مع الحق والشرعية مدافعاً منتصراً.
رابطة الأدباء والكتّاب الليبيين: انتهاك وتعسف
أوضح رئيس رابطة الأدباء والكتّاب الليبيين الدكتور خليفة احواس، أن الرابطة تتفق تماماً مع ما ذهب إليه اتحاد كتاب تونس. وعدّ التصرف من جمعية اتحاد كُتّاب عمان انتهاكاً قانونياً وتعسفاً، علاوة على إقدامه على استعمال علم دولة ليبيا رغم إبلاغهم رئيس الجمعية المهندس سعيد الصقلاوي بعدم شرعية الاجتماع ورفضهم البات له، كون الدعوة له من غير ذي صفة، بحكم استمرار الأمين العام الدكتور علاء عبدالهادي أميناً عاماً، لافتاً إلى أن التصرف يمثل انقلاباً لا يجيزه أي قانون في العالم، ولا ينتج أي آثار بما هو متفق عليه فقهاً وقانوناً.
منظمة الأدباء والكتّاب السودانيين: تعدٍّ على النظام الأساسي
أعلنت المنظمة القومية للأدباء والكتّاب السودانيين عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب عدم مشاركتها في الاجتماع؛ الذي دعت له الجمعية العمانية للكتاب والأدباء.
وأكدت في بيانها أنها لم ترسل موافقتها على الدعوة المذكورة، لتعدي الدعوة على النظام الأساسي للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب وأمينه العام الدكتور علاء عبدالهادي -صاحب الحق الأصيل في دعوة الاتحادات والهيئات والروابط والجمعيات العربية- «الذي قام بدعوتنا للمؤتمر العام في تونس الشقيقة في مايو القادم وقبلناها».
وأدانت الرابطة وبشدة «وضع علم السودان في بطاقة الدعوة لذلك المؤتمر الزائف الذي لم نرسل موافقتنا عليه»، مؤكدة أنها تحتفظ بالحق في ما سيترتب على ذلك من تداعيات.