بات واضحاً بعد اجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي لرفح، أن نتنياهو لا يعمل إلا لمصلحته الشخصية ومصلحة ائتلافه اليميني المتطرف الذي يدفع المنطقة إلى حافة الهاوية، فقد غامر بشنّ الحرب على المنطقة الحدودية مع مصر دون تقديم خطة واضحة ومحددة رغم مطالبة الإدارة الأمريكية له بذلك، لكنه لم يفعل، الأمر الذي زاد من فجوة خلافاته مع الرئيس جو بايدن، كما أن اقتحامه محور «فيلادلفيا» أضر بالعلاقات مع القاهرة، بل دفعها إلى مرحلة التوتر.
ورغم ما يسوقه رئيس وزراء إسرائيل من أن الهجوم على رفح هدفه القضاء على قيادة حماس، وتحرير الأسرى، وهما مبرران غير صحيحين، وغير قابلين للتحقيق، إذ إنه يهدف إلى إعاقة التحقيق الذي تمّت المطالبة به حول الجهات والقيادات التي تتحمل مسؤولية ما حدث في 7 أكتوبر الماضي، وفصل شمال غزة عن جنوبها.
أضف إلى ذلك، الإمعان في إيقاف وإنهاء عمل وكالة الأمم المتحدة لتشغيل وإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وهو ما يعني تكريس ومفاقمة المجاعة لسكان القطاع المنكوب، فضلاً عن منع دخول المساعدات الإنسانية، رغم سيطرته على تفتيشها والتأكد من سلامتها.
وهكذا، تبدو الأهداف الحقيقية لعملية رفح وفي مقدمتها استهداف أماكن إيواء النازحين الذين لجأوا هرباً من جحيم العدوان وبناء على تعليمات جيش الاحتلال.