على أيامي، كانت طبول اختبارات نهاية العام الدراسي تقرع قبل شهر من موعد بدئها، وكانت المنازل تتحول إلى معسكرات مغلقة استعداداً لهذه الاختبارات، أتذكر أننا كنا ننسى برامج التلفزيون وننقطع عن أحداث الترفيه، فالمهمة الوحيدة لكل طالب وطالبة هي الاستعداد للاختبارات ومذاكرة الدروس!
اليوم اختلفت كثيراً أجواء الاختبارات النهائية وخفت الضغوط النفسية المرتبطة بها، وأصبح بإمكان أبنائنا وبناتنا ممارسة حياة طبيعية، ولم يعد أولياء الأمور يمارسون نفس الضغوط التي كان أولياء أمورنا يمارسونها علينا، ولا أعلم هل يكمن التغير فينا نحن أولياء أمور هذا الجيل، أم في دخول التقنية الرقمية في العملية التعليمية وتسهيل متابعة ومراجعة الدروس وأداء الواجبات، أم في المتغيرات التي طرأت على الحياة بشكل عام وألقت بظلالها في تسريع وتيرتها بحيث لم نعد نملك ترف إبطاء عجلة الزمن كما كان يحدث سابقاً عندما تطل فترة الاختبارات برأسها على كل بيت وتنعزل الأسر وتقل الحركة وينقطع التواصل حتى الانتهاء من آخر اختبار!
البعض يرى أن نظام الفصول الثلاثة خفف من ضغوط الاختبارات، بعد أن عمل على تجزئة عبئها، رغم أن التخفيف في نظر آخرين قابلته زيادة عبء طول المدة الزمنية للعام الدراسي وتقلص مدة الإجازة الصيفية، والبعض يرى أن الأجيال الحالية من أولياء الأمور والطلاب باتوا أكثر قدرة على التعامل مع التوترات أو بالأصح التأثر بها!
في كل الأحوال أرجو للأبناء الطلاب والطالبات التوفيق في أداء اختبارات الدراسة والنجاح في اجتيازها، ليكونوا أكثر قدرة وأهلية لاجتياز اختبارات الحياة التي سترافقهم طيلة العمر!