شددت وزارة الصحة، على أهمية الجلوس بطريقة صحية وسليمة تجنباً لإجهاد الجسد ووقاية من الإصابة بألم الكتف، وأوضحت أن الجلوس بطريقة سليمة يغفل عنها كثير من الناس ما يسبب إجهاداً على العضلات والأربطة، ونصحت بعدم الجلوس أمام المكاتب لفترات طويلة، ونصحت بضرورة اتخاذ الاحتياطات للحفاظ على الوضعية الصحيحة للجلوس.
وأشار أطباء العظام إلى أن ألم الكتف من أشهر الآلام الشائعة التي تصيب الكثيرين وأن أسبابه تختلف من شخص لآخر، مبينين أن الكتف هو هيكل معقد على شكل كرة في الجزء العلوي من عظام الذراع العلوي (عظم العضد) وفيه مجموعة من العضلات والأوتار التي تحيط بالمفصل.
وأشار الأطباء إلى ضرورة تجنب بعض الممارسات الخاطئة خصوصا عند النوم أو حمل الأشياء الثقيلة، ونصحوا بوقاية الرقبة بعدم تعرضها لأي انزلاق.
السكري.. قد يكون السبب
للوقوف أكثر على آلام الكتف طرقنا باب عيادة استشاري جراحة الكتف والأطراف العلوية بمدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة الاستشاري الدكتور خليل المالكي، الذي أوضح أن الكتف هو مفصل عديد المحاور من النوع الكروي ويشمل الربط بين التجويف الحقاني للوح الكتف مع رأس عظم العضد، تربطهما العديد من الأوتار والعضلات كعضلات مدورة الكتف وغلاف مفصلي فضفاض، ما يجعل مفصل الكتف الأكثر قابلية للحركة في جميع الاتجاهات في جسم الإنسان. موضحاً أن سبب شكوى البعض من آلام الكتف دون بذل أي مجهود أو التعرض لأي عامل خارجي، يعود إلى العديد من الأسباب قد تكون هي أساس آلام الكتف بدون أي إصابة أو أي مجهود كمرض السكر، خصوصاً في حال عدم انتظام المستوى في الدم أو التهابات في أوتار مدورة الكتف أو التهاب في رأس العضلة الثنائية، وأشار الاستشاري المالكي إلى وجود بعض الدراسات التي تعيد بعض آلام الكتف إلى مرض السكر وإلى اختلال الغدد الدرقية والقصور في وظائف الكلى والصرع وغيرها، لذا الخط الأول لعلاج آلام الكتف هو محافظة مريض الأمراض المزمنة على الأدوية ومتابعة الطبيب بانتظام.
خطورة حمل الأثقال
خبير جراحة الكتف والأطراف العلوية الدكتور المالكي، عزا أسباب ارتباط آلام الكتف مع أوجاع في الرقبة، إلى أن جميع الأعصاب للطرف العلوي تأتي من الحبل الشوكي من بين فقرات الرقبة وتمر من الكتف وأعلى الصدر لتمتد على طول الطرف العلوي فأي تأثير على الأعصاب يسبب آلاماً مشعة على طول امتداد العصب. و هناك أيضاً عضلات متصلة بفقرات الرقبة من جهة الكتف، من جهة أخرى وعند حدوث آلام بالرقبة أو بالكتف يتسبب في شد هذه العضلات والشعور بالألم.
وحذر استشاري العظام الدكتور المالكي، من ممارسة الرياضة الثقيلة أو حمل الأشياء الثقيلة دون حذر أو تدرب عليها فالرياضة مفيدة للإنسان، ولكن بما يتعلق بمفصل الكتف فالأفضل عمل تمارين، فحمل الأوزان يجب أن يكون تحت إشراف مختصين لتطبيقها بطريقة صحيحة لتجنب الإصابات. موضحاً أن الفصل بين خلع الكتف وألم الكتف واضح؛ فخلع الكتف هو خروج راس عظمة العضد عن لوح الكتف، وهناك عدة أنواع وفقاً لاتجاه الخلع، وقد يسبب وقت الخلع ألماً شديداً ويزول عند رجوع الخلع، و لا يسبب ألماً مستمراً عند الحركة بينما آلام الالتهاب تكون مستمرة وتزداد مع الحركة.
البرد.. براءة
استشاري جراحة الكتف والأطراف العلوية الدكتور خليل المالكي، نفي أن يكون لمرض آلم الكتف علاقة بدرجات الحرارة الباردة، كما قطع بعدم وجود أي دراسات تثبت وجود سبب طبي في أن آلم الكتف سببه البرودة الزائدة، ومع ذلك ينصح الغالبية وتحديدا كبار السن والمرضى، بأهمية الوقاية وارتداء الملابس الواقية في المواقع الباردة.
ويفسر الدكتور المالكي، شعور البعض بآلام في الكتف مع انضغاط في الصدر، أن ذلك يعود إلى ما يسمى بآلام المشعة أي أن مصدرها ليس من الكتف ولكنها في مكان آخر، وتكوين جسم الإنسان التشريحي والعصبي يكون له دور في نقل الألم للكتف وأكثرها شهرة هي: آلام المرارة تكون في الجهة اليمنى العلوية للبطن وتشع إلى جهة الكتف الأيمن، آلام القلب في بعض الأحيان يكون ألما وانقباضات في الصدر ويشع إلى الكتف الأيسر، آلام الرقبة نتيجة ضغط الأعصاب قد يشع إلى أحد الكتفين. لذلك من الضروري من يشعر بمثل هذه الأعراض لابد من استشارة الطبيب حتى لا تتفاقم حالته الصحية.
6 أسباب وراء الألم
استشاري جراحة العظام والمناظير بمستشفى بريدة المركزي الدكتور محمد نبوي، أوضح أن الإصابة بألم الكتف يعود إلى وجود التهاب في أوتار الكتف نتيجة للإجهاد أو الحركات المتكررة، وتمزق الكفة المدورة يسبب ألماً، خاصة عند تحريك الذراع، ووجود متلازمة اصطدام الكتف أي احتكاك الأوتار أو العضلات بالعظم أثناء حركة الذراع، ومن الأسباب التهاب الكيسي وهو التهاب الجراب الذي يقلل الاحتكاك بين الأنسجة، التهاب المفاصل في الكتف يمكن أن يسبب الألم والتصلب، ومن الأسباب كذلك وجود مشكلات في الأنسجة الرخوة مثل التواء أو شد العضلات والأربطة ومشكلات في العمود الفقري مثل الانزلاق الغضروفي الذي قد يسبب ألماً يشع إلى الكتف. وهناك أسباب باطنية مثل الأمراض القلبية أو مشكلات الجهاز الهضمي، أما الكتف المتجمد فهو الشعور بالألم والتيبس في مفصل الكتف خصوصا لمرضى السكري.
ويوضح استشاري العظام الدكتور نبوي، أن سبب الشعور بآلام الكتف عند رفع اليد إلى أعلى يعود إلى بعض الأسباب منها وجود متلازمة اصطدام الكتف: احتكاك الأوتار أو العضلات بالعظم أثناء رفع الذراع، التهاب في الأوتار التي تظهر عند شدها، وتمزق يظهر أثناء الحركة، والإصابة بالالتهاب الكيسي (الجراب)، والتهاب مفصل الكتف يسبب ألماً عند تحريك الذراع، مع وجود مشكلات في الأنسجة الرخوة.
الحوامل لماذا يشعرن بالألم ؟
استشاري العظام الدكتور نبوي، عزا سبب شعور النساء بألم في الكتف الأيمن عند الحمل إلى حدوث متغيرات جسدية تحدث خلال فترة الحمل تتمثل في تغيرات الوزن والضغط، فزيادة الوزن والحجم أثناء الحمل يمكن أن يضع ضغطًا إضافيًا على عضلات وأربطة الكتف، مما يسبب الألم إلى جانب تغيرات في الوضعية مثل التغير في مركز الثقل وزيادة حجم البطن يمكن أن يؤثر على وضعية الجسم، مما قد يسبب توترًا في عضلات الكتف، ومن الأسباب مشكلات في العمود الفقري؛ فالحمل يمكن أن يسبب ضغطًا على الأعصاب أو يؤدي إلى مشكلات في العمود الفقري، والتي قد تؤدي إلى ألم في الكتف، وكذلك وجود احتباس للسوائل أثناء الحمل قد يسبب تورمًا في الأنسجة حول الكتف، ما يؤدي إلى الألم، إلى جانب التغيرات الهرمونية التي قد تؤدي إلى ضعف الأنسجة الرخوة والمفاصل، مما يزيد من احتمالية الشعور بالألم.
ويوضح الدكتور نبوي، أن الوقوف على تشخيص آلام الكتف يتم من خلال معرفة التاريخ الطبي للمريض والأعراض والإصابات السابقة مع فحص سريري لتقييم الحركة، القوة، والألم في الكتف، وفحص الوضعية وحركة الذراع، فيما تشمل الاختبارات التصويرية الأشعة السينية و التصوير بالرنين المغناطيسي، أو الموجات فوق الصوتية لتحديد الإصابات أو الالتهابات، وفي بعض الحالات يجرى اختبار للدم لتحديد وجود التهاب أو حالات طبية أخرى. موضحا أن التقييم الوظيفي يهدف إلى تحليل كيفية تأثير الألم على الأنشطة اليومية والحركة، فيما تأتي الاختبارات المتخصصة لتقييم وظيفة الكتف وتحديد أسباب الألم، مثل اختبارات الحركة أو اختبار الضغط على الأوتار.
التدليك واسترخاء العضلات
الاستشاري الدكتور نبوي، أوضح أن العلاج الطبيعي ناجح لآلام الكتف خاصة إذا كان الألم ناتجاً عن مشكلات عضلية أو هيكلية، ويشمل العلاج تمارين التمدد والتقوية: لتحسين مرونة العضلات وقوتها، والعلاج بالحرارة أو البرودة: لتخفيف الالتهاب والألم، وتقنيات التحريك والتدليك: لتحسين الدورة الدموية وتخفيف التوتر، والتدريب على الوضعية: لتقليل الضغط على الكتف، والتقنيات التكنولوجية: مثل العلاج بالتيار الكهربائي والموجات فوق الصوتية.
مضيفاً أن العلاج الشعبي قد يلعب دوراً مهماً من خلال المرخ والتدليك؛ بهدف التخفيف من التوتر العضلي فالتدليك والمرخ يساعد في استرخاء العضلات المتوترة والمشدودة، ما يمكن أن يقلل من الألم والضغط في منطقة الكتف، وتحسين الدورة الدموية بتعزيز تدفق الدم إلى المنطقة المتأثرة، ما يساعد في تسريع عملية الشفاء وتقليل الالتهاب، وتحسين مرونة العضلات والأوتار، مما يسهل حركة الكتف ويخفف من الصلابة، وتخفيف التشنجات العضلية والألم المرتبط بها، وتحسين نطاق الحركة بتخفيف التوتر العضلي وتعزيز الحركة الطبيعية، ومع ذلك من الضروري استشارة طبيب مختص قبل استخدام هذه الأساليب كعلاج لتحديد ما إذا كانت مناسبة ولتجنب أي مضاعفات محتملة.
استرخ لـ 10 دقائق
وزارة الصحة أكدت، من خلال موقعها، على أهمية الحرص على الجلوس بطريقةٍ صحية وسليمة؛ والوقاية من الإجهاد الناتج عن استعمال العضلات بشكل خاطئ، والتخفيف من الضغط على الأربطة التي تربط المفاصل بالعمود الفقري؛ مما يجعل الجسم يبذل طاقة أقل، وأهمية ضبط المقعد أو الكرسي بحيث تُستخدم لوحة المفاتيح بشكل مستقيم وموازٍ للأرض؛ مما يمنع حدوث إصابات الإجهاد المتكررة، وضبط مستوى الجهاز عند استخدام الحاسب أو الشاشة، بحيث يكون مناسباً لمستوى العين ولا يسبب انحناءً في مستوى الرقبة، مع ضبط الذراعين والمرفقين، بحيث يكونان على استقامة مع المقعد مع إراحة الكتفين، ودعم الظهر بالحفاظ عليه مستقيماً، واستخدام وسادة داعمة للظهر إن أمكن، وضبط الركبتين، بالحفاظ على مسافة صغيرة بين الجزء الخلفي من الركبتين والكرسي، وضبط القدمين، وذلك بعدم وضع الساق فوق الأخرى (تقاطُع الساقين)، والحفاظ على موطئ القدمين على الأرض، وضبط الخصر والفخذين، بحيث يتوزع ثقل الجسم بشكل متساوٍ على الخصر، ويكون بوضعٍ مستقيم غير مائل.
مع الحرص على تجنُّب الجلوس على طرف الكرسي مع انحناء العمود الفقري، والحرص على تغيير وضعية الجلوس بين الحين والآخر، والجلوس لفترات طويلة على وضع واحد، وضرورة أخذ استراحة لمدة 10 دقائق على الأقل في كل ساعة من الجلوس، وشد الرقبة لفترات طويلة أثناء النظر إلى الشاشة أو شاشة الهاتف، والجلوس في وضع لا يدعم الظهر تماما، خاصة أسفل الظهر.