أنهى المتفاوضون في القاهرة لقاءاتهم وسط استمرار الخلافات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية على أربع نقاط رئيسية تتمثل بإصرار نتنياهو على التواجد العسكري في محور فلاديلفيا وممر نتساريم ورفضه إطلاق عدد من الأسرى الفلسطينيين وشرطة بضرورة تفتيش النازحين، وبحسب مصادر أمنية مصرية فإن المحادثات لم تفلح في تحقيق تقدم.
وأفادت المصادر أن إسرائيل وحماس لم توافقا على العديد من الحلول التي قدمها الوسطاء، مما يزيد الشكوك إزاء فرص إحراز تقدم في أحدث الجهود التي تدعمها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 10 أشهر، فيما قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن بلاده لا تزال تبذل جهوداً حثيثة في القاهرة مع وسطاء من مصر وقطر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار واتفاق بشأن الرهائن.
وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم (الإثنين)، توسيع إسرائيل لممر نتساريم، الذي يقسم القطاع الفلسطيني في الوسط إلى قسمين جنوبي وشمالي، مبينة أن صوراً للأقمار الصناعية تظهر أن الجيش الإسرائيلي عمد إلى توسيع هذا الممر، عبر إنشاء 4 مواقع عسكرية كبيرة فيه.
واتهم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، لصحيفة معاريف اليوم، حكومة نتنياهو بالإصرار على الحرب إلى الأبد، مشدداً على ضرورة أن تغير حكومة نتنياهو اتجاهها في غزة منذ فترة طويلة وأن تعقد صفقة وتوقف إطلاق النار.
وأضاف: «من غير الصحيح أن نخوض معركة لمدة 11 شهراً وعلينا السعي للانتهاء في غزة والاهتمام بقضية الشمال»، مطالباً نتنياهو بعقد صفقة حتى لو ألحقت به ضرراً سياسياً.
وأشار إلى أن حكومة نتنياهو تشهد تصدعات بعد مغادرة بيني غانتس ولن يرفع يديه حتى إسقاطها، فيما طالب زعيم حزب العمل الإسرائيلي يائير غولان بأن يكون لدى إسرائيل إستراتيجية حقيقية لإنهاء الحرب وإلا ستتواصل للأبد.
في غضون ذلك، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الحكومة الإسرائيلية بإساءة معاملة الكوادر الطبية الفلسطينية في غزة، مطالبة بوقف ذلك فوراً.
ودعت المنظمة محكمة الجنائية الدولية للتحقيق في الاعتداءات الإسرائيلية على الكوادر الصحية بغزة، مشيرة إلى أن احتجاز الكوادر الطبية واستهداف المستشفيات في غزة يسهم في تدهور الرعاية الصحية.
وعلى واقع الحرب المستمرة في غزة، يواصل الوزراء المتشددون في حكومة نتنياهو تحركاتهم الاستفزازية، وأعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، اليوم، رغبته بإقامة كنيس في المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، وقال لإذاعة جيش الاحتلال: لو تمكنت من القيام بما أريد، لأقيم كنيس أيضاً في جبل الهيكل، وسياستي هي أن بإمكان اليهود الصلاة في المسجد الأقصى.
ووصف المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة دعوات بن غفير لإقامة كنسية بـ«الخطيرة جداً»، مشيراً إلى أن المسجد الأقصى خط أحمر، ولا يمكن أن يقبل الشعب الفلسطيني المساس به.
وأشار إلى أن مساحة الحرم الشريف البالغة 144 دونما هي ملك للمسلمين فقط، وأي دعوات إسرائيلية فهي مرفوضة ومحاولات لجر المنطقة إلى حرب دينية ستحرق الجميع، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري للجم هذه الحكومة اليمينية المتطرفة، وإجبارها على الالتزام بالوضع القانوني والتاريخي السائد في الحرم الشريف.
من جهة أخرى، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه استلم أكثر من 50 ألف طن من الأسلحة والصواريخ والمعدات العسكرية من الولايات المتحدة الأمريكية منذ 7 أكتوبر الماضي عبر 500 رحلة جوية و107 شحنات بحرية، فيما قالت مجلة ميليتري ووتش إن مجموعة من المرتزقة تابعة لشركة عسكرية أمريكية تدعى «مجموعة المراقبة الأمامية» نقلت جزءاً من قواتها إلى إسرائيل في أواخر عام 2023.
وفي سياق آخر، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة ارتفاع قتلى العدوان الإسرائيلي إلى 40,435 شهيداً و93,534 مصاباً منذ 7 أكتوبر، موضحة أن مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع لا يزال يعمل على الرغم من إعلان الجيش الإسرائيلي أن محيط المستشفى منطقة عمليات.