معظم أساطير كرة القدم اعتزلوا الملاعب الرياضية في الثلاثينيات من العمر، وهو السن التقريبي الذي يضعه بعض اللاعبين في الحسبان لتوديع المستطيل الأخضر، ومن أشهر هؤلاء اللاعبين الذين اتخذوا ذلك القرار رافاييل فاران، إيدن هازارد، سيرجيو أغويرو، ماركو فان باستن، غاريث بيل، مايكل أوين، أندريه شورله، ميشيل بلاتيني، إريك كانتونا، فرانك ريكارد، أولي هونيس، وغيرهم، بينما نجد بعض اللاعبين مستمرين في العطاء رغم تجاوزهم منتصف العقد الثالث، فما السر في الاعتزال المبكر لبعض اللاعبين والبقاء للآخرين من الشريحة العمرية نفسها؟
يقول طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين لـ«عكاظ»: هناك أسباب عدة قد تجعل بعض اللاعبين يفضلون الاعتزال المبكر خلال سن الثلاثين، ومن ذلك إجهاد العضلات لديهم نتيجة كثرة المباريات والتدريبات لساعات طويلة ومستمرة يومياً، فمع مرور السنين يصبح هناك تراكم للإجهاد في العضلات، بمعنى أن العضلات تصبح غير قادرة على تحمل نفس الجهد الذي كان اللاعب يقدمه قبل الثلاثين من العمر، وهذا أيضاً يفسر تراجع مستوى كثير من اللاعبين الآن بعد تجاوزهم الثلاثين، ومن الأسباب أيضاً كثرة تعرض اللاعبين لإصابات الملاعب فيصبحون غير قادرين على تحمل الألم أكثر، خصوصاً إذا تكررت الإصابات في نفس الموقع، وهذا يجعل مستواهم يتراجع عن السابق فينخفض العطاء داخل ميدان المستديرة الساحرة، فيفضلون الاعتزال والراحة الجسدية.
وتابع: رغم اعتزال معظم اللاعبين الأساطير في الثلاثينات إلا أن هناك بعض اللاعبين ما زالوا يقدمون العطاء الكروي داخل الملاعب إلى الآن رغم مشارفهم سن الأربعين، ومنهم رونالدو وميسي وبنزيما وغيرهم، وقد يعود ذلك إلى نمط حياتهم الصحي الذي يتبعونه، وقدراتهم العالية في اللياقة البدنية، والارتياح النفسي والاجتماعي والشعور دائماً بإمكانية العطاء الرياضي داخل الملاعب.
وأضاف: عادة يفضّل معظم المدربين وجود اللاعبين الكبار المحترفين أصحاب الخبرة بجانب اللاعبين الأصغر سنّاً في المباريات حتى لو كان عطاؤهم منخفضاً في الملعب، وذلك للاستفادة من خبرتهم، وكثيراً ما ينجحون في تسجيل الأهداف وصنع الفارق رغم تراجع مستواهم اللياقي، كما أن الجماهير الرياضية والمشجعة لفريقها ترتاح كثيراً عندما يتواجد اللاعب المخضرم صاحب الخبرة ضمن اللاعبين الأساسيين وليس في الدكة (الاحتياط).
وأكد الدكتور حسين أن من أهم العوامل التي تساعد اللاعبين على العطاء الكروي لسنوات أطول هي: التغذية الصحية التي تضمن جميع العناصر اللازمة للجسم؛ ومنها الكالسيوم الذي يعزز قوة العظام، التقيد بالتدريبات الرياضية، النوم الصحي الذي يضمن للجسم كفايته من الراحة يومياً، تجنب التعرض للإصابات والكسور المرتبطة بإصابات الملاعب، تفادي التوتر والقلق فذلك من أهم المسببات التي قد تؤدي إلى تراجع المستوى اللياقي.