حذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، التابع للأمم المتحدة، من أن خطر انتشار الأمراض المعدية على نطاق واسع يهدد مليونا و700 ألف نازح داخل غزة، كاشفا أن نحو 80% من سكان القطاع نزحوا من منازلهم.
وقال المكتب في بيان، اليوم (الأحد): إن نحو 896 ألف نازح يقيمون في 99 منشأة بالأجزاء الوسطى والجنوبية من غزة.
وأكد تسجيل أعداد متزايدة من المصابين بأمراض مختلفة، مثل التهابات الجهاز التنفسي الحادة والإسهال والتهاب الجلد وغيرها من الأمراض المتعلقة بانعدام وسائل النظافة، بسبب الاكتظاظ وسوء الظروف الصحية في الملاجئ التابعة للأمم المتحدة التي تؤوي النازحين.
ولفت «أوتشا» إلى أن ضيق المساحة داخل ملاجئ الإيواء في الجنوب يضطر معظم النازحين من الرجال والمراهقين إلى البقاء بالعراء في ساحات المدارس أو الشوارع خارج الملاجئ.
وأفاد البيان بأن نحو 400 فلسطيني انتقلوا (الجمعة)، مع بدء الهدنة الإنسانية من مدينة غزة والمناطق الشمالية إلى الجنوب عبر طريق صلاح الدين.
وأوضحت الهيئة الأممية أن الجوع هو السبب الرئيسي لهذا النزوح الجماعي، إذ لم يتلقَ سكان شمال غزة أي مساعدات غذائية منذ أسابيع.
ومع سريان الهدنة الإنسانية وعودة بعض سكان غزة، بدأ حجم الكارثة الإنسانية والدمار الهائل الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على القطاع يتكشف، خصوصا في الشمال ومدينة غزة.
وصُدم مئات النازحين الفلسطينيين الذين توجهوا إلى الشمال لتفقد منازلهم وأحيائهم، خصوصا في المناطق الحدودية وتلك التي توغلت فيها الآليات العسكرية الإسرائيلية، بحجم الدمار الذي لحق بتلك المناطق.
وأفاد شهود عيان بمشاهدة جثامين عشرات الشهداء الملقاة في الطرقات والأحياء، لدى عودتهم إلى منازلهم بالمناطق الغربية لمدينة غزة وفي بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا شمالي القطاع.
وأكدوا أن معظم الجثث كانت متحللة، ما يشير إلى مضي أسابيع على مقتل أصحابها، إما خلال عمليات التوغل أو أثناء حركة النزوح من مدينة غزة إلى مناطق جنوبي القطاع.
وكشف السكان أن أحياء سكنية كاملة تضم مئات المباني وعشرات آلاف الوحدات السكنية دمرت بشكل كامل، فضلا عن الدمار الهائل الذي لحق بالطرقات ومباني المؤسسات الحكومية والأهلية والبنى التحتية وشبكات المياه والكهرباء والاتصالات.