جدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبدالفتاح البرهان التأكيد على أن الجيش لن يخضع لأي ابتزاز، ولن يدخل في أي تفاوض يسلب هيبته، ولا يلبي طموح الشعب السوداني.
وقال البرهان أمام عدد من المقاتلين في أم درمان، (الثلاثاء): نحن دعاة سلام، ولا نرغب في الحرب، ولكن لن نتفاوض بشكل مهين، ولن نذهب للتفاوض إلا بعزة.
ودعا قائد الجيش السوداني الوسطاء إلى حث الدعم السريع للخروج من منازل المواطنين، مشددا «لن نتفاوض مع عدو يستمر في الانتهاكات، ولا مع من يؤيده، وواجبنا إعداد العدة للقتال، ونرى الانتصار أمامنا كما نراكم الآن».
ولفت البرهان إلى أن الجيش ربما يخسر معركة، ولكنه لم يخسر الحرب، مضيفا: «إذا خسرنا أشخاصا، فالسودانيون كثر، وكل الشعب السوداني يقف مع الجيش، عدا فئة ضالة تساند الباطل ومليشيا الدعم السريع».
وقال: «هذه البلاد لن تسعنا مستقبلا، إما نحن أو هم، ونحن ملتزمون أن نسلم الشعب السوداني الوطن خاليا من التمرد، أو نفنى جميعا كقوات مسلحة».
ميدانيا، اندلعت مواجهات بين قوات الجيش والدعم السريع بمنطقة الميرم بولاية غرب كردفان.
وأفادت مصادر سودانية بأن الطيران الحربي التابع للجيش قصف عدة مواقع لقوات الدعم السريع في المنطقة، فيما استولت قوات الدعم السريع قبل أيام على مدينة الفولة عاصمة الولاية.
وتستعد قوات الجيش والقوات المشتركة لمواجهة محتملة، إذ أبدى قادة للدعم السريع أكثر من مرة نيتهم الدخول إلى المدينة.
وفي العاصمة الخرطوم، دوت عدة انفجارات في محيط سلاح المدرعات بجانب تصاعد أعمدة الدخان في أحياء جنوب الخرطوم.
وتتواصل موجات النزوح من ولاية سنار إلى الجنوب والشرق، خصوصا ولاية القضارف، إذ تستقبل يومياً بحسب شهود عيان أعداداً غفيرة من الفارين من مناطق العمليات العسكرية بولاية سنار.
ويشهد السودان منذ منتصف شهر أبريل 2023 حربا دامية بين قوات الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أعقبتها أزمة إنسانية عميقة.
وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف، بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.
وتشير بعض التقديرات إلى أن حصيلة القتلى تصل إلى 150 ألفا، وفقا للمبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو. فيما سجل السودان نحو 10 ملايين نازح داخل البلاد وخارجها منذ اندلاع المعارك، وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة.