من الملاحظ عبر مواقع التواصل الاجتماعي تزايد الدعم المؤيد للفلسطينيين في كل مكان في العالم، ناهيك عن التعاطف داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
قد يكون هناك العديد من العوامل المؤثرة، بعضها خاص ببلد معين، والبعض الآخر ناتج عن اتجاهات عامة طويلة المدى ساهمت في زيادة الدعم للفلسطينيين مع مرور الوقت.
أولاً: كانت إسرائيل من وجهة النظر الغربية دولة ديمقراطية تحت تهديد خطير لفترة طويلة. لقد تعرضت للهجوم من قبل الدول المحيطة التي كانت معادية لها بشكل علني. ولكن في أيامنا هذه لم يعد يُنظر إلى إسرائيل باعتبارها الدولة المستضعفة، بل إنها دولة قوية وكثير من دول الشرق الأوسط تقبّل وجودها على مضض بحكم الأمر الواقع؛ لذا فإن إسرائيل لم تعد تستفيد كثيراً من التعاطف الغربي باعتبارهم مستضعفين، بل على العكس تماماً.
ثانياً: كانت سياسة نتنياهو منذ عام 2009 تعتمد على التفوق العسكري والاقتصادي الإسرائيلي الهائل من أجل الحفاظ على الوضع الراهن ومواصلة استعمار الضفة الغربية. وهذا يتناقض مع الجهود التي بذلتها الحكومات الإسرائيلية السابقة لتحقيق السلام. وفي ظل هذه السياسة، تبدو إسرائيل ببساطة دولة محتلة. ونتيجة لذلك، كان هناك المزيد والمزيد من التعاطف مع الفلسطينيين.
ثالثاً: لقد تطور العالم منذ إنشاء إسرائيل، تاريخياً حين احتلت إسرائيل فلسطين كان العالم الغربي لا يزال يستعمر بقية العالم دون خجل، وكانت الولايات المتحدة لا تزال تفصل بين السود والبيض، كان قانون الأقوى مقبولاً إلى حد كبير. ولكن منذ الحرب العالمية الثانية، لم تعد العنصرية والاستعمار مقبولين أخلاقياً. كان هناك مبدأ تقرير المصير، وحركة إنهاء الاستعمار، وحركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة، ونهاية الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. وعلى النقيض من ذلك، لا تزال إسرائيل تنتهك الإجماع الدولي بشأن حدودها، وتستمر في استعمار الضفة الغربية، ولا تقدم القدر نفسه من الحقوق لمواطني فلسطين.
رابعاً وأخيراً: هناك شعور متزايد بأن القواعد الدولية لا تنطبق على إسرائيل كما هي الحال في جميع الدول، كما لو كانت إسرائيل فوق القانون.
ونتيجة لذلك، يُنظر إلى إسرائيل أكثر فأكثر على أنها دولة قمعية، دولة تستخدم العنف بشكل منهجي ضد الفلسطينيين، الذين يُنظر إليهم على أنهم الضحايا. وهذا مكسب تاريخي للقضية الفلسطينية لا يمكن الاستهانة به ونحتاج إلى استغلاله إعلامياً والدفع باتجاهه.