هناك ترتيل قرآني يخلب الألباب، وهناك ما يخطف الأسماع، كما أن هناك الآخذ بتلابيب الفؤاد، ليسمع حروف التبيين غضّة كما أُنزلت على سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولأنه لكل عاشق نصيب مما عشق، فالشيخ الدكتور عبدالله الجهني حاز الكثير من الفضل ببركة القرآن.
وكلما حالفنا الحظ بالاستماع أو السماع لتلاوة الشيخ الدكتور عبدالله تصفى دواخلنا وتنقى، بصفاء الصوت الندي، والأداء الخاشع، والسمت القرآني، ونقاء المقام في المسافة ما بين الرواق والكعبة الشريفة، وتتمثل الآيات أدبيات تدعو المنتمين للتشبث بها.
وُلد الدكتور عبد الله بن عواد بن فهد الذبياني الجهني بالمدينة المنورة عام ١٣٩٦، وحفظ القرآن منذ الصغر في مسجد الأشراف بالحرة الغربية، وفاز بالمركز الأول مكرر في مسابقة القرآن الكريم العالمية في مكة المكرمة وعمره 16 عاماً، وأكمل تعليمه في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وحاز درجة الليسانس من كلية القرآن، وانتقل إلى جامعة أم القرى بمكة معيداً بكلية الدعوة وأصول الدين قسم الكتاب والسنة، وحصل على درجة الماجستير في تفسير القرآن في 1430، ونال درجة الدكتوراه عام ١٤٣٣.
أَمَّ الشيخ الجهني المسلمين في مسجد القبلتين، ثم لعامين متواليين في الحرم النبوي الشريف، وكان عمره 21 عاماً. ثم عُيِّن عضو هيئة تدريس في كلية المعلمين بالمدينة النبوية، وأَمَّ المسلمين في مسجد قباء لمدة أربعة أعوام، وصدر قرار المقام السامي الكريم بتعيينه إماماً في المسجد الحرام في مكة المكرمة في صلاة التراويح في شهر رمضان لعامي 1426 - 1427.
أجازه علماء القراءات المعروفون على مستوى العالم وامتدحوا قراءته، ومنهم: فضيلة الشيخ الزيات، وفضيلة شيخ القراء الشيخ إبراهيم الأخضر القيم، وإماما المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة الشيخ الدكتور علي الحذيفي، والشيخ محمد أيوب.