تضطلع المملكة العربية السعودية بدور مهم وكبير للغاية جعل لها مكانة استثنائية على الصعيد الاستراتيجي القوي في تنظيم وإدارة الحج وعلى الصعيد الديني بما وهبها الله في تميزها بالمقدسات الإسلامية على أرضها، وتبذل المملكة جهوداً جبارة لإنجاح موسم الحج في كل عام، وما يترتب عليه من ضخ مادي ومسؤوليات جمة تبدأ بمباشرة عمل ممثلياتها في الخارج لاستقبال طلبات تأشيرات الحج، مروراً بالاستعدادات اللوجستية على الأراضي المقدسة لاستقبال ما يزيد على مليوني حاج سنوياً وتهيئة جميع الطاقات البشرية والتقنية والأمنية من تموين ومواصلات وصحة وأماكن الإقامة والتنظيم والتفويج والرعاية وحفظ الأمن لكل مَن يطأ الأراضي المقدسة لأداء مناسكه.. وتنتهي هذه المنظومة الخدمية الضخمة بمغادرة آخر حاج لتبدأ بعدها استعدادات العام الذي يليه.. وهكذا.
بنظرة سريعة على الاستعدادات الموسمية للحج -سنوياً- سوف نجد استنفاراً عاماً لكل القطاعات بعمليات تتطور بشكل مذهل يتم خلالها توظيف كل ما توصلت له التقنيات الذكية وخدمات الذكاء الاصطناعي لتسيير الحج بإدارة عالية وجودة متقدمة ووتيرة سلسة بدءاً بالمنصات الإلكترونية لخدمة الحاج وعمليات التفويج والرصد الطبي أو الأمني الميداني، وانتهاء بالخدمات اللوجستية والصحية والنقل وغيرها التي سخرت جميع إمكانياتها لضيوف الرحمن بهدف تجربة حج مريحة وناجحة.
ومع ذلك، تنشط الكوادر «الإخوانية» في كل موسم حج بتوجيه الحملات الممنهجة ضد المملكة العربية السعودية وقيادتها، ومحاولات الطعن والتشويه بافتعال الأكاذيب وإيغار قلوب المسلمين ضد السعودية والتحريض على قيادتها أو الاستنقاص من شخصياتها الدينية وافتعال الحملات الإلكترونية وتكرار الهاشتاقات المظللة على وسائل التواصل الاجتماعي لينتهي الموسم في كل عام بأمان وسلاسة وحسن إدارة منافياً لكل تلك الحملات. وعلى كل حال فهذه الحملات ليست جديدة والتحديات قديمة وتجاوزنا ما هو أسوأ من استهدافات لأمن الحج وأمن المملكة في مواسم هذه الشعيرة العظيمة، وهي حملات تتجدد من مصادر لا تخطئها أعيننا وجهاتنا الأمنية، تهاجم وتحرّض وتهدد وتطالب بمطالبات فاشلة لو استنفدت فيما ينفع الدول التي تصدر منها لكانت تتسيد العالم في الأمن الاستقرار، ولكنها لا تصدر إلا من دول فاشلة وفئات ضيعوا أوطانهم وضاعوا ولن يشكلوا بالنسبة لدولة كالسعودية وقيادة حكيمة كخادم الحرمين الشريفين وولي عهده مثقال ذرّة من تحديات الحج التي تقدم ابتغاء وجه الله وخدمة لضيوف المملكة وضيوف الرحمن الذين يعودون وألسنتهم تلهج ثناء ودعاء لهذا البلد الكريم الذي حباه الله بنعمة خدمة الدين وخدمة الحرمين ولو كره المرجفون. وأختتم هذا المقال بالجملة التي قالها معالي مدير الأمن العام الفريق محمد البسامي في المؤتمر الصحفي لقيادات أمن الحج: «أمن الحج وأمن الوطن خط أحمر».