الأخبار الواردة من شارع الصحافة لا تبشر بالخير.. غبار الموسم الكارثي ما زال يعج في المكان، ورائحة الكساد تفوح من أركان النادي المئوي، والمدرج الذهبي مغيب ومقسوم على المسببات التي هوت بالصرح التاريخي، ولا يعرف ما هو المصير، وإلى أين يتجه المركب، بعد أن قفز من قفز، وما زال يتوارى بعض الربابنة، وحفنة ارتدت الأقنعة. واستمر الصمت يلف المكان إلى أن خرج «الخواجة» ونطق، عندما شعر أن مخطط الترميم الذي يعد له المتنفذون لن يصلح ما أفسده المتربصون، نطق «الخواجة» ولسان حاله يقول إن العميد خُذل من الأقرباء قبل الدخلاء.. ولو كان هذا البرتغالي المدعو دومينجوس سواريز دي أوليفيرا يجيد العربية لملأ عرين النمور صراخاً منذ لحظة تدبيسه في المنصب رئيساً تنفيذياً لشركة نادي «الاتحاد» الربحية، التي منذ أن تولت زمام الأمور وفي موسمها الأول لم تربح، وخرجت من ستّ بطولات بخسائر فادحة وأرقام ونتائج كوارثية تتحقق لأول مرة في تاريخ العميد.. وسنفصّل لكم هذه الخسائر بالأرقام في مقال اقتصادي ترقبوه.
«بالفم المليان» قال دومينجوس «وردتني أخبار من رابطة المحترفين «غير إيجابية»، وأخشى إذا لم تُتخذ القرارات بأسرع وقت ممكن فلن يتسنى للنادي الإعداد للموسم المقبل، بالطريقة التي يستحقها».
وزاد «نحتاج الموسم المقبل لاختيار اللاعب المناسب في المكان المناسب».
ولو تفحصت هذا التصريح جيداً ولديك الفراسة لقراءة ما بين السطور، ستدرك أن الموسم المقبل سيتم التعامل فيه بالورقة والقلم، ولا تفرِطوا في التفاؤل، صفقاتك الفاشلة التي فُرضت عليك في الوقت الضائع ستتحمل وحدك مهمة ومسؤولية التخلص منها أو استبدالها وكل ما يترتب عليها من أرقام فلكية، ولك كامل الحرية في تجديد أو استبدال طواقمك الفنية أو الطبية من كيسك الخاص، أو بفواتير آجلة تُخصم من مخصصاتك في الميزانية إذا سمح لك الرصيد بذلك، والدَّين ممنوع، والأمر يشبه أسطوانة الديون المشروخة.
وأتمنى أن أكون مخطئاً في تفسيري ويتم تعويض العميد عن سلبيات الموسم الماضي، حتى لو بمنحه «قرضاً حسناً» إلى أن يستعيد عافيته، فبدون الاتحاد وجمهوره لن تنجح المسابقات، وبعودة الاتحاد سنجد من يقارع الهلال في الملعب «إذا حضر وحيداً».