عدت رئيسة مركز تاريخ الطائف الدكتورة لطيفة بنت مطلق العدواني، مشاركة المرأة السعودية في رياضة الهجن بأنها إحدى الخطوات الكبيرة في مشاركة المرأة في مختلف المجالات الرياضية.
وبدأت مشاركة المرأة في رياضة الهجن من خلال استحداث الاتحاد السعودي للهجن في العاشر من أغسطس عام 2023 تنظيم شوط ماراثون دولي مفتوح خاص للراكب البشري مخصص للنساء بجوائز مالية تصل إلى 155 ألف ريال، وذلك ضمن مهرجان ولي العهد للهجن في نسخته الخامسة على أرض ميدان الطائف التاريخي.
وقالت الدكتورة العدواني:«هذه المشاركة النسائية لم تكن لتتحقق لولا الدعم الكبير من القيادة الرشيدة ـ أيدها الله ـ لتمكين المرأة السعودية في كافة المجالات».
وشددت رئيسة مركز تاريخ الطائف على أن المملكة تبذل جهوداً كبيرة في سبيل الاهتمام برياضة الهجن منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز – رحمه الله-، وذلك من خلال تدشين سباقات متعددة تحولت من محلية وإقليمية إلى عالمية، مما يدل على المكانة الثقافية الكبيرة والمتميزة التي تحظى بها هذه الرياضة في المجتمع السعودي.
وأضافت: «مهرجان ولي العهد للهجن يحظى برعاية واهتمام كبير ودعم متواصل من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء –حفظه الله-، ومتابعة الأمير عبد العزيز بن تركي بن فيصل وزير الرياضة، و الأمير فهد بن جلوي بن عبد العزيز بن مساعد رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للهجن».
وأشارت الدكتورة العدواني إلى أن الهجن نالت أهمية خاصة في الموروث الشعبي للمجتمع السعودي، وقالت: «منذ عصور ما قبل الإسلام كان لها دور بارز في حياة العرب، حيث كانت تُقام لها مسابقات خاصة في الأسواق الكبرى مثل سوق «عكاظ» الذي كانت تقام فيه مسابقات رياضية تظهر قوة تحمل الهجن وعزمها على تحقيق الفوز»، مضيفة «العرب قبل الإسلام اعتادوا على تنظيم مثل هذه المسابقات استعراضًا للقوة، والمنافسة، والفروسية، والشجاعة»، واستطردت رئيسة مركز تاريخ الطائف قائلة: «ما يدل على عراقة وقدم ثقافة الاهتمام بالهجن، هي النقوش والرسوم الصخرية التي عُثر عليها فوق قمم الوديان والهضاب والجبال في ربوع المملكة، حيث تشير بوضوح لأهمية الهجن في المجتمع العربي في الجانبين الثقافي والاجتماعي».
وأوضحت العدواني: «لقد ظهرت بقوة قيمة الهجن في المجتمع السعودي من خلال تعزيز الموروث الثقافي حيث ترتبط بالقيم التقليدية الأصيلة في المجتمع والتي لا بد من المحافظة عليها وتنميتها في مجتمعنا المعاصر حفاظاً على العناصر المكونة للهوية الاجتماعية الأصيلة، فلا شك أن الإخلاص والاعتزاز بالماضي والتراث يدعم تطلعات المستقبل».