إن العناوين المهمة لتقديم فريق كرة قدم محترف، ينافس في كل الاتجاهات، ويصنع لتاريخه إنجازات كبيرة، تتحكم فيها تفاصيل لا تقل أهمية عن تلك العناوين التي ترسم خارطة الطريق لأي نادٍ في العالم، فالبعض يعتقد أنه بتوفر المال يحضر النجاح، ويمكن أن تقدم فريق كرة قدم مدججًا بالنجوم، وهذا الأمر لا يمكن أن يكون صحيحًا، فمتى ما اعتبرنا كرة القدم مشروعًا مهمًّا، سنحتاج إلى معطيات أساسية؛ لتقديم هذا المشروع بالطريقة الصحيحة، وهذه المعطيات مرتبطة بعوامل أساسية وثانوية، يمكن من خلالها تأسيس عمل جيد، يخدم الفريق في المراحل القادمة، بمعنى أن بعض الأندية قد لا تجد الميزانية الضخمة التي من خلالها تستطيع تقديم فريق قوي، لديه من النجوم الذين يصنعون الفارق، لكن تجده على الصعيد الفني متفوقًا ويحقق نتائج جيدة تجعله منافسًا حتى النهاية، وقد يحقق البطولة، وهذه الأشياء تحدث وبشكل مستمر في كرة القدم، فتاريخ كرة القدم يحمل تفاصيل كثيرة لمثل هذه الأندية أو المنتخبات، ولعل آخر هذه الأمثلة ما فعله العين الإماراتي في البطولة الآسيوية، بعد أن أخرج النصر والهلال من البطولة، رغم فارق الإمكانات الفنية والاقتصادية بينهم.
إن ما فعله العين الإماراتي في البطولة الآسيوية يجعل أندية آسيا تعيد النظر في بعض السياسات الفنية لفريق كرة القدم، فالجمهور الرياضي يبحث عن لاعب يصنع الفارق، وقد لا يهتم كثيرًا للأسماء، فبعض الأسماء المعروفة في عالم كرة القدم قد لا توفق حين تنتقل من نادٍ إلى آخر، والأمثلة كثيرة، ولعل أبرزها النجم السنغالي «ساديو ماني» الذي ذاع صيته مع نادي «ليفربول» الإنجليزي، حين انتقل لنادي «بايرن ميونيخ» الألماني لم يقدم ما يشفع له بالاستمرار مع الفريق، وقد واجه انتقادات واسعة من الإعلام والجمهور؛ مما سهل له فكرة الانتقال إلى دوري «روش السعودي» لنادي النصر، وحتى الآن لم نشاهد «ماني» الذي نعرفه في «ليفربول»، وبالتأكيد إنه يقدم مستوى أفضل مما قدمه مع «بايرن ميونيخ»؛ لذا فالصورة في كرة القدم ليست مرتبطة بعناصر معينة تساعد على النجاح، هناك ظروف كثيرة قد تتحكم بتفاصيل الموسم، ويبقى العمل المميز يفرض نفسه، حتى لو كانت النتائج أقل من المتوقع.
ودمتم بخير،،،