لم تستبعد صحيفة «وول ستريت جورنال» إمكانية أن يتحول القتال بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية إلى حرب استنزاف طويلة الأمد. وقالت في تقرير لها: «إن مقاتلين فلسطينيين شنوا واحدة من أكبر الهجمات ضد إسرائيل منذ أسابيع، ما دفع جيش الاحتلال إلى الاشتباك مع عناصر من حماس في حي الشجاعية بمدينة غزة».
وبحسب الصحيفة، فإن توغل الجيش الإسرائيلي في حي الشجاعية، الذي بدأ الأسبوع الماضي، يكشف مدى صعوبة تحقيق تل أبيب لهدفها المعلن من الحرب وهو القضاء على حماس.
وقال محللون أمنيون لـ«وول ستريت جورنال»: «إن إسرائيل تواجه خطر الانغماس في صراع طويل الأمد مع الفصائل التي أثبتت قدرتها على البقاء».
ووصف مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجموعة الأزمات الدولية جوست هيلترمان المنطقة بـ«المستنقع»، لافتا إلى أنه سيكون صراعاً منخفض الحدة لفترة طويلة.
وأضاف: «يمكنك استخدام العمليات العسكرية لدفع حماس إلى جيوب مختلفة في غزة، لكن في النهاية يعودون عبر الأنفاق أو براً، كما أنهم يكتسبون المزيد من المجندين الجدد كل يوم، وسينضم إليهم الشباب الذين فقدوا عائلاتهم».
وقال مسؤول عسكري رفيع للصحيفة: «إن العملية العسكرية في الشجاعية تهدف إلى منع حماس من إعادة تجميع صفوفها هناك». وأضاف: «سنناور مراراً وتكراراً أينما رأينا أن هناك محاولة لإعادة تجميع الصفوف أو لإعادة الحكم أو لجلب جميع أنواع الأسلحة»، لافتاً إلى أن حماس تحاول مهاجمة إسرائيل بإطلاق قذائف الهاون والصواريخ من فوق وتحت الأرض وعبر أنفاق هجومية.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن محللين عسكريين قولهم: «إن حماس نقلت قواتها من مكان إلى آخر، وتجنبت في كثير من الأحيان الاشتباك المباشر مع الجيش الإسرائيلي للبقاء على قيد الحياة، كما شنت حملة حرب عصابات باستخدام تكتيكات الكر والفر».
وقال الجنرال المتقاعد العميد عساف أوريون: «لا أعتقد أن حماس تبحث عن معركة واسعة وضارية حيث تكون جميع قواتها بالميدان في انتظار أن نقضي عليها. إنهم يتحركون ويتجنبون الاتصال بالمعنى الواسع لأنهم يعملون على الحفاظ على القوة».