أمس الأول رحبت مدينة الرياض بانعقاد الجلسة التاسعة والثلاثين للمجلس التنفيذي للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي (ISSA) برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، حيث جرى تناول موضوع دورة الألعاب الإسلامية السادسة تحت شعار «الرياض 2025».
ربما نتطرق إلى تفاصيل هذا الحدث الرياضي الهام الذي ستستضيفه المملكة في وقت لاحق، لكن يهمنا التأكيد على القيمة الكبيرة التي تكمن في الدبلوماسية الرياضية العربية والإسلامية التي يمثلها سمو الأمير الرئيس في تشكيل العمل الرياضي والشبابي العربي والإسلامي وفق الدعم الكبير الذي تمثله القيادة الحكيمة للمملكة ومشاركتها كافة رؤى التقدم والإصلاح والازدهار مع الدول الأعضاء سواء على مستوى اتحاد اللجان الأولمبية العربية أو اتحاد التضامن الإسلامي الرياضي، فهذه الكيانات الثقيلة والمهمة تحت قيادة سمو الأمير ترتبط بمدى تفهم الاتحادات الأعضاء وحرصهم على استمرار مثل هذه الأعمال المشتركة وفق إرادة حكومية داعمة ودافعة للاستمرار في هذه النشاط لأنها تهدف لنشر الرياضة وفعاليتها على امتداد قارتين من العالم من خلال تنظيم دورات وبطولات بهذا الحجم الكبير، ناهيك عن البطولات الخاصة باتحادات الألعاب الرياضية، كل اتحاد وبطولاته في مختلف الفئات.
وللحقيقة تشرفت بحضور بعض هذه الاجتماعات بصفة رسمية، لكن ذلك لا يمنع الكتابة بصفة غير رسمية ككاتب وباحث في الشأن الرياضي على مستوى مساحة الوطن العربي الكبير، حيث مثل سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل القائد والرياضي والمسؤول الشخصية الرياضية والدبلوماسية في الوقت ذاته، واستطاع بالكثير من العمل المرسوم والهادف مع الكثير من الهدوء والصبر بناء مجالس الإدارات في الاتحادين الكبيرين العربي والإسلامي وفق مفهوم المجتمع الرياضي الفاعل حين يمكن للأشخاص تطوير مهاراتهم القيادية والعمل الجماعي واتخاذ القرارات.
كما أنه - حفظه الله - مكّن تواصله المباشر مع الرياضيين من تعزيز الشعور بالذات والثقة بالنفس والانضباط والطموح، بالإضافة إلى ذلك قاد الرياضة في هذه الجغرافية الكبيرة لتكون أداة فعالة لتعليم القيم الأخلاقية مثل الاحترام والعدالة وتقوية الروابط الاجتماعية وتعزيز التضامن الرياضي والتفاعل الإنساني بين الجميع.
حتى إن ولادة الاتحاد الدولي للاتحادات الفرانكفونية الرياضية للدول الناطقة بالفرنسية جاء ليدعم الخطوة التاريخية الطويلة والكبيرة لتعزيز ما يقوم به اتحاد اللجان الأولمبية العربية أو الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي ونفي ما كان يعتقده البعض من محدودية العمل الرياضي الذي يقومان به على المستوى الدولي لتؤكد أن خلق مثل هذه المجتمعات يؤسس ويدعم العمل الدولي الأشمل بعيدا عن النقطة العمياء التي تفرضها بعض الهيئات الدولية وتأكيدا بأن تطوير الأقليات والارتقاء بالمجتمعات الصغيرة هما النواة الأولى للعمل العالمي.
في الواقع حققت شخصية سموه وتواصله المنتظم من خلال التحركات الفاعلة للأمين العام لاتحاد التضامن الإسلامي الرياضي الأخ الغالي ناصر المجالي وفريق عمله وجها جديدا للاتحاد سمح للأعضاء فيه بالحصول على فرصة في تحقيق متطلباتهم ودراسة عوائقهم وظروفهم في سبيل الدعم والاستمرار لنجاحات هذه المنظمة الكبيرة والثقيلة والتي تأتي على مستوى الألعاب المتنوعة بعد اللجنة الأولمبية الدولية استنادا لعدد الأعضاء والمساحة الجغرافية، وقد أدرك سموه بالعمل الجوهري الذي تلعبه الأمانة العامة فكان داعما وموجها وشريكا أيضا في بعض أعمالها؛ لأنها بمثابة القلب النابض لكافة الأعمال وجعلها تقوم برسم آلية تعزيز التفاهم والتعاون ودمج البعد الاجتماعي المتمثل في الثقافات المختلفة.
وما كنت أقوله عن اتحاد التضامن الإسلامي الرياضي ينطبق تماما على اتحاد اللجان الأولمبية العربية الذي حقق إنجازات كبيرة في إعادة بناء دورة الألعاب العربية بالشكل والصورة والدبلوماسية والكاريزما لسمو الأمير، وذلك لتعزيز التواصل الرياضي بين الشباب العربي، وصناعة الأبطال والإنجازات، وتشييد بنية قوية دائمة ومستمرة للإنجازات الوطنية والعربية، ومنها ما جاءت به دورة الألعاب التي أقيمت في الجزائر 2023، ومن ثم جاء الإعلان عن استضافة الدورة القادمة في السعودية التي لم تستضفها منذ نشأتها.
لقد انعكست شخصية الفيصل انعكاسا ظاهرا وواضحا حتى في تعاطي الشركاء مع العمل الرياضي المشترك، وهو ما تمثله شخصية القيادة الرشيدة للمملكة الداعمة لكل ما من شأنه الارتقاء بالأشقاء كونها الشقيقة الكبرى والوجه الأبيض والداعم والممول لكل الأعمال العربية والإسلامية من خلال هاتين المنظمتين على مستوى الرياضة والشباب، ناهيك عما تقوم به - حفظها الله - في شتى مناحي الحياة كداعم ورافد حقيقي للجميع دون استثناء وحتى أبعد من ذلك.