«اللاعب رقم 12» عبارة نسمعها دائماً في عالم كرة القدم، وتطلق على الجماهير الرياضية باعتبارها تشكل أهمية كبرى لدى الأندية ولكونها تلعب دور المؤثر على نتائج المباريات واللاعبين داخل المستديرة الساحرة، لدرجة أن هناك أندية عالمية منعت اللاعبين من ارتداء القميص الذي يحمل الرقم 12 تقديرًا لدور جماهيرها في دعم أنديتها.
ويظل السؤال: كيف يؤثر اللاعب رقم 12 على نتائج فريقه والدور الإيجابي الذي يلعبه لتحقيق ناديه الانتصارات والبطولات؟
تقول الأخصائية الاجتماعية مروج محمد شاهيني لـ«عكاظ»: يشكل اللاعب رقم 12 في عالم كرة القدم أهمية كبرى، فوجوده في الملعب وتشجيعه لفريقه من الحوافز والدوافع الإيجابية التي تمنح اللاعبين الحماس والمساندة ورفع المعنويات النفسية لتحقيق الفوز، ولدينا 4 فرق تنفرد بالجماهيرية والشعبية الكبيرة وهي (الاتحاد، الهلال، النصر، الأهلي) بجانب الفرق الأخرى التي تجد هي الأخرى كل الدعم الجماهيري، فعندما يكون الملعب ممتلئًا بالجماهير المتحمسة والمشجعة يفرضون طابعًا خاصًا على الأجواء ويكون لهم تأثير قوي على أداء اللاعبين، وبالتالي يعد تحفيز الجماهير أمرًا حيويًا لتحقيق أداء أفضل وتحقيق الانتصارات.
وتابعت: هناك بعض العوامل التي عززت تفرد الأندية الأربعة بالشعبية الرياضية وهي: تطور جميع مراحل الرياضة السعودية، التنافس الكبير والتاريخي منذ القدم وتحديدًا مع مرحلة التأسيس، توارث الأجيال تلو الأخرى حب وتشجيع النادي، وغيرها من الأمور الرياضية التي كرست حب هذه الأندية في قلوب مشجعيها.
ونوهت أن هناك جوانب اجتماعية ونفسية للعلاقة التي تربط الجماهير الرياضية بأنديتها، فالانتماء للأندية ليس له حدود فالمشجع يفرح بفوز ناديه ويتحسر ويزعل بخسارته وهذا أمر طبيعي يجسد تفاعله الحقيقي مع ناديه، وحرصه على أن لا يتعثر فريقه في أي مباراة ويعكس قوة الروابط التي تجمعه بناديه، وفي الاتجاه الآخر ينعكس تشجيع الجماهير على اللاعبين، فعندما يشاهدون الحضور الكبير ويستمعون للهتافات والأهازيج تتضاعف مسؤوليتهم في تحقيق الفوز حتى تخرج تلك الجماهير وهي راضية عن فريقها، كما يسعى اللاعبون عندما يشاهدون بأعينهم الجماهير الحاضرة إلى الظهور بشكل مختلف وحماسي أكبر.
ولفتت إلى أن علاقة الجماهير وأصواتهم بالأندية أصبحت الآن مسموعة أكثر من أي وقت مضى، فدورهم تجاوز حدود التشجيع وامتد إلى اكتسابهم عضوية النادي، إذ يحق لهم المشاركة في إبداء الرأي وتقديم الاقتراحات والأفكار والملاحظات والدعم.
وختمت الأخصائية مروج حديثها بقولها: التشجيع الرياضي المتوازن والبعيد عن التعصب الرياضي والتراشق الإلكتروني مطلوب لدعم الأندية، فالتشجيع الكروي قائم على قاعدة «فن وذوق وأخلاق»، وأي خروج عن هذه القاعدة يفقد متعة التشجيع ولا يحقق أهداف الترفيه، فالأولى والأجدر أن يكون التشجيع بعيدًا عن التعصب الرياضي.