في سابقة أكاديمية، منحت جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، درجة الماجستير لطالبة متوفاة، إذ قررت الجامعة مناقشة رسالتها رغم وفاتها قبل عامين ومنحها الشهادة العلمية.
وكشفت الدكتورة فاطمة يوسف (مشرفة رسالة الماجستير للطالبة خلود بتوا) لـ «عكاظ» أن الجامعة وكلية علوم الإنسان والتصاميم، منحت الماجستير للطالبة بعد وفاتها بعامين في سابقة للجامعة.
وقالت: تم اليوم (الأربعاء) مناقشة رسالة الماجستير للطالبة التي توفيت أثناء إعدادها وعملها على الرسالة.
وأضافت في حديثها لـ «عكاظ»: القصة بدأت من اختيار الطالبة لي كمشرفة، «حضرت لمكتبي وأنا لم يسبق أن درستها وطلبت الإشراف عليها»؛ وعندما سألتها لماذا اخترتني؟ قالت: سمعت أنك تتعاملين مع الناس بإنسانية وهذا هو السبب الرئيسي لاختيارك مشرفة لرسالتي.
وأشارت الدكتورة فاطمة إلى أنها بدأت إجراءات تسجيل الرسالة والبحث العلمي كون الطالبة من أفضل الطالبات اللواتي قابلتهن، وفي فترة بسيطة استطاعت أن تتعلم نفس أسلوب المشرفة عليها والطريقة في الكتابة إلى أن وصلت لمرحلة لا تفرق بين المشرفة والطالبة.
وقالت: كانت الطالبة حريصة جداً ومجتهدة، وفي شهر رمضان خلال أزمة جائحة كورونا، تحرص بعد صلاة التراويح يومياً على الاجتماع مع المشرفة لإنهاء الرسالة في أسرع قت، وكأنها تستشعر قرب وفاتها.
وزادت الدكتورة فاطمة: دائماً أسألها لماذا أنتِ حريصة جداً على الماجستير، فكان ردها: «أتمنى أن يكون أهلي سعداء بنجاحي وأحقق حلم حياتي».
وأكدت الدكتورة فاطمة أن الطالبة خلود وصلت لمرحلة جداً متقدمة في الدراسة، عن تأثير مكمل مستخلص القهوة الخضراء، على زيادة وزن الجسم ومقياس مستوى الدهون لدى البالغين في السعودية.
حتى إنها انتهت من «البرزنتيشن» الخاص بالمناقشة الذي استخدمته اليوم في مناقشة الدراسة.
ولفتت الدكتورة فاطمة إلى أن التعب بدأ يظهر على الطالبة، وبعد إجراء الفحوصات الطبية اتضحت إصابتها بسرطان المريء، حيث توفيت بعد أسبوعين من العلاج.
وقالت الدكتورة فاطمة: ما زلت أتذكر كلامها وإصرارها وتعبها ومجهودها الكبير الذي بذلته وأنجزت فيه رسالتها ولم يتبق غير آخر خطوة، فسعيت لأن أحقق لها أمنيتها.
وعادت الدكتورة فاطمة لتؤكد أنها منذ عامين وهي تحاول إنهاء إجراءات مناقشة الرسالة لكن الإجراءات تتعثر.
وذكرت الدكتورة فاطمة: «عندما عينت عميدة جديدة للكلية هي البروفسورة نهلة قهوجي شجعت الخطوة بدعم كبير من عمادة الدراسات العليا بقيادة الدكتور سعود السلمي والدكتورة خلود الصالح، وأبدوا موافقتهم على الإجراء، ودعم آخر من الزميلة ميادة أبو زيدان ووكيلة الدراسات العليا بروفسورة إيناس سرور الذين رافقوني في كل محاولاتي السابقة حتى تمت الموافقة».
وأنهت الدكتورة حديثها أنه جرى استكمال إجراءات تشكيل لجنة المناقشة، وكان في عضويتها الدكتور اعتماد حويت مناقش خارجي، والدكتورة أروى تركستاني مناقش داخلي، وأجريت المناقشة اليوم (الأربعاء)، بحضور كبير من أسرة الطالبة خلود (رحمها الله) وزميلاتها في الدراسة طالبات البكالوريوس والدراسات العليا وأعضاء هيئة التدريس. وأصدرت اللجنة توصيتها بمنح الدرجة العلمية للطالبة.