فيما بدأت الأمم المتحدة إدخال المساعدات إلى السودان، من معبر أدري على الحدود التشادية، اتهم المبعوث الأمريكي الخاص بالسودان توم بيرييلو عددا من الجهات الخارجية التي لم يسمها ب«صب الزيت على النار في السودان»، مؤكداً أن ذلك يزعج السودانيين ويجب أن يتوقف.
وطالب بيرييلو بوقف القصف العشوائي خصوصاً من قوات الدعم السريع، معرباً عن أمله بأن تدخل مدونة قواعد السلوك التي توصلت إليها مجموعة «متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح والسلام في السودان» حيز التنفيذ قريباً، وأن تساعد في خفض الانتهاكات والفظائع التي تشهدها البلاد أو القضاء عليها.
وقال المبعوث الأمريكي: لا توجد أعذار في المستقبل لمحاولة تجنب الالتزامات التي تعهد بها الطرفان، ولهذا السبب نواصل، بشكل يومي وأسبوعي، محاولة جعل الطرفين يمضيان قدما في الالتزام بالاتفاقيات التي توصلا إليها في جدة وما بعدها، مؤكداً أن الأمم المتحدة تعمل على تطبيق وتمديد حظر دخول السلاح إلى دارفور، كما تركز في المدى القريب على ضمان وصول الغذاء والدواء إلى السكان الذين يواجهون المجاعة.
وكانت الحكومة السودانية قد عقدت مباحثات مع نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد أمس (الجمعة) في بورتسودان تناولت موضوعات مهمة تتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية عبر معبر أدري الحدودي مع تشاد، وحذرت الحكومة السودانية من استخدام المساعدات الإنسانية لأغراض اقتصادية أو سياسية، وشددت على الالتزام بالاستقلالية وعدم استغلالها لأغراض عسكرية.
تجاوزت الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في السودان 500 يوم وسط نزيف دم مستمر ومأساة إنسانية كبيرة وخسائر اقتصادية ضخمة، رغم المحاولات الحثيثة من قبل الأطراف الدولية لوقف الحرب والتي وصلت إلى 10 مبادرات وآخرها اجتماع جنيف الذي جرى منتصف الشهر الجاري «أغسطس» واستمر لعشرة أيام.
وتواجه نحو 14 ولاية من ولايات البلاد الـ18 التي يقطنها نحو 48 مليون نسمة حربا متواصلة تسببت في تشريد الملايين من السودانيين سواء داخل البلاد أو إلى خارجها، وبحسب منظمة «جينوسايد ووتش» فإن العدد الفعلي للضحايا المدنيين منذ اندلاع القتال في منتصف أبريل 2023 وحتى الآن وصل نحو 150 ألف قتيل، فضلاً عن خسائر تجاوزت وفقا لأحدث التقديرات على لسان الخبير الاقتصادي الأممي ووزير المالية الأسبق، إبراهيم البدوي، 600 مليار دولار.