ودّعت مواكب الحجيج المتعجلين مشعر منى أمس، بعد قضاء نسكهم وإتمام أدائهم الركن الخامس من أركان الإسلام، فيما يغادر اليوم الثالث عشر من ذي الحجة من آثروا البقاء لآخر لحظة على صعيد مشعر منى وهم يحملون أجمل الذكريات وكلهم رجاء أن يعودوا إلى أوطانهم وقد غُفرت ذنوبهم وخطاياهم. وتبقى قصة وداع منى عالقة في ذاكرة الحجاج، فكل اللحظات والدقائق والأماكن في المشاعر المقدسة عاشوا فيها ذكريات وقصصاً عمروها بالطاعات والذكر والعبادة، سكبوا فيها الدموع والعبرات رغبة ورهبة بين يدي الرحمن، يحدوهم الأمل والرجاء بقبول النسك ومغفرة الذنوب. ومنظر مغادرة الحافلات والسيارات مشعر منى منظر مهيب. وشهد جسر الجمرات توافد جموع الحجيج المتعجلين في موجات بشرية متحركة في ختام نسكهم بعد رمي الجمرات قبل مغادرة المشعر نحو المسجد الحرام بانسيابية تنظِّمها منظومة عمل متكاملة وتشارك في تنفيذها جهات عدة من التفويج وحفظ الأمن والاهتمام بالصحة وتقديم العلاج، التي عملت تحت درجات حرارة عالية لخدمة ضيوف الرحمن الذين أحاطت بهم الرعاية الأمنية من كل صوب، فالطائرات العمودية والرحلات الاستطلاعية لم تفتأ تواصل المراقبة الجوية من المشاعر إلى رحاب البيت العتيق، فيما ظلت كاميرات الرصد موزعة بين غرف القيادات والمراقبة تحت أنظار البواسل الدقيقة ترصد كل تحركاتهم من المشاعر إلى مكة المكرمة.
وداع حزين وأمل في العودة
خلت مخيمات منى من ساكنيها وقد لفها الحزن في لحظات الوداع ولم يتبقَ فيها سوى بقايا ذكرياتهم على أمل أن تلتقي ضيوفها العام القادم.
وتوجّه الحجاج نحو الحرم المكي لأداء طواف الوداع، ليغادر المتعجلون مكة المكرمة.
وشهدت عملية الرمي تخصيص الجهات المعنية مسارات متعددة لتوزيع الحشود على الأدوار المتعددة لمنشأة الجمرات وسط مشعر منى، لضمان انسيابية حركة الحجيج بفضل الله تعالى ثم بجاهزية مشروع الجمرات بأدواره المتعددة، الذي شُيّد بطريقة هندسية تراعي توزيع كثافة الحجيج في الرمي وتربطه بجسور للمشاة مع قطار المشاعر والمناطق المحيطة بمخيمات الحجاج في منى.
مسارات متعددة سهّلت مهمة الرماة
الجمرات شُيدت بطريقة تراعي الكثافة
الطائرات واصلت المراقبة الجوية