لا تألو المملكة جهداً في سبيل تعزيز العمل العربي المشترك القائم على الأسس والقيم والمصالح والمصير الواحد؛ بحكم أن ما يجمع العرب أكثر مما يفرقهم. وتشدد (الرياض) في كل المحافل على ما يصون أمن العرب، ويحفظ مقدراتهم، ويعزز حضورهم بدءاً من توحيد الكلمة والتكاتف والتعاون، وتماسك الكيان القومي، وتراكم منجزاته، وتحقيق المزيد من الارتقاء بالإنسان والتطلع لمستقبل واعد للشعوب والأجيال.
وتحرص بلاد الحرمين على إذابة جليد الخلافات بين جميع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، من خلال نزع فتيل الأزمات، وتكريس الشراكات، وترسيخ التفاهمات، وتحقيق مستهدفات التنمية المستدامة، وتنفيذ الرؤى الطموحة في جميع المجالات، ومواكبة التطورات العالمية، وصناعة مستقبل يلبي آمال وتطلعات المنطقة العربية.
ولا تزال القيادة السعودية تنادي باستلهام التجارب الناجحة للتقارب والتآزر؛ لمجابهة التحديات المحيطة بالأمن العربي، وتجديد تأكيد مركزية القضية الفلسطينية، وإحلال السلام باعتباره أحد ممكنات الاستقرار، ودعوة المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته؛ لإنهاء صراعات عربية لا مبرر لها، بل من شأنها عرقلة مسارات الحلول السياسية، وتقويض جهود السلام الدولية.
وترفض المملكة كل ما يؤجج الصراع، ويهدد السلم والأمن الإقليميين، وترحب بكل قرارات التهدئة والتسويات، التي تخفف عن البشرية جمعاء معاناتها الطويلة من الحروب والصراعات التي تخلّ بالتكامل، وتستهلك المقدرات، وتفوّت الفرص.