وجدتُ في مقارنة بين المحتوى الإعلامي للمواطن السعودي على منصات التواصل الاجتماعي سابقًا، وقبل سنوات ليست بعيدة، والمحتوى اليوم تجاه الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية بالمنطقة والعالم؛ بأن وعي المواطن السعودي قد نضج كثيرًا؛ فقد كان الأغلب يتعامل مع الأحداث وشعاراتها الرنانة المزيفة وظاهرتها الصوتية بشكل عاطفي وينجرفون وراءها بكل ما يملكون من عاطفة حتى يظهر لهم الصوت المنطقي أو موقف رسمي ثم يبدأون يفكرون ويستوعبون قصة الأحداث.
واليوم أصبح المواطن السعودي يتبنى الموقف المنطقي تجاه هذه الشعارات والأحداث؛ بل يكشف واقعها المزيف ويدرك غايتها وأهدافها ويتصدى لها قبل ظهور أي موقف رسمي تجاهها.
وهذا التحول من رأيي انطلق من تأثير رؤية المملكة 2030 على وعي المجتمع السعودي ويتجلى في عدة جوانب رئيسية منها: تعزيز المشاركة السياسية، حيث تهدف رؤية 2030 إلى تمكين المواطنين من المشاركة الفعّالة في الشأن العام، مما يعزز الوعي بأهمية التصويت والمشاركة في الانتخابات، أيضًا المبادرات المجتمعية من خلال زيادة المشاريع التي تشجع على الانخراط في الأنشطة السياسية والاجتماعية وتحسين التعليم والتثقيف وزيادة الوعي بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية والتركيز على الشفافية والمساءلة في إدارة الشأن العام، مما يعزز الوعي بالحقوق والواجبات، بالإضافة إلى الإصلاحات الاقتصادية من خلال فهم تأثير الإصلاحات الاقتصادية على الحياة اليومية.
أيضًا اهتمت الرؤية بالإعلام الاجتماعي؛ استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الوعي بالقضايا السياسية والمشاركة في النقاشات العامة وتعزيز الهوية الوطنية مع تنمية الشعور بالانتماء من خلال دعم كل ما يعزز من الوعي بأهمية المشاركة في بناء الوطن، ومقابل هذا انطلاق المبادرات الثقافية وتنظيم فعاليات ثقافية تسلط الضوء على تاريخ وثقافة المملكة، مما يعزز من الفهم السياسي.
ختامًا.. رؤية 2030 أثّرت بشكل إيجابي على وعي المواطن السعودي لكل ما يدور حوله من أحداث حتى استقام تعامله معها بعقلانية دون أن ينجرف وراء شعارات مزيفة لا تخدم دينه ولا وطنه ولا الإنسانية أجمع.