في ديربي النصر والهلال، وعلى أرض الملعب تتضح الفوارق الفنية بين الفريقين؛ بسبب وجود الفوارق في العمل الفني بين الإدارة الفنية في الهلال والإدارة الفنية في النصر، بمعنى أن مدرب الهلال «جيسوس» يعتمد على نهج تكتيكي واضح، استطاع أن يدرب الفريق عليه حتى أتقنه، بينما «كاسترو» في النصر يتخبط في العمل الفني، ولا تفهم نوع الأسلوب الفني الذي يتبعه، خاصة في المباريات الكبيرة والحاسمة.
ففي مبارياته ضد الهلال -وباستثناء نهائي كأس الملك سلمان في البطولة العربية- اختفى شكل النصر الفني في الملعب؛ لأن الفريق يجد صعوبة في الاحتفاظ بالكرة ويفقدها بسرعة، وهنا يتضح فشل مدرب النصر في فهم أسلوب الهلال، ومحاولة إيجاد الطريقة المناسبة، حتى يستطيع من خلالها السيطرة على المباراة، فأي فريق لكرة القدم يحتاج إلى أسلوب واضح يتقنه طوال الموسم، ويتمرس عليه مع إضافة بعض الحلول الفنية داخل الملعب، لكن النصر في هذا الموسم اتضحت مشكلاته الفنية في كثير من المباريات، والتي كانت سببًا في الخروج من أهم بطولات الموسم مثل البطولة الآسيوية، وكذلك كأس السوبر، وأيضًا خسر بطولة الدوري بنسبة كبيرة، والذي أصبح صعبًا عليه في ظل الفارق النقطي بينه وبين المتصدر. والتحليل الفني المنطقي يقول: إن «كاسترو» لم يكن الخيار المناسب لقيادة النصر، ولا تفهم ما هي الأسس الفنية التي اختير من أجلها لتدريب النصر، علمًا أن سجله من الإنجازات وهو في هذا العمر يعتبر فقيرًا جدّاً.
في النصر أسئلة كثيرة حائرة لا تجد لها جوابًا، لكن الواقع المحزن بالنسبة لجمهوره هو أن النصر قد يغادر الموسم دون إنجازات، والسبب وجود قائد فني ليس بالكفاءة المناسبة لتقديم فريق مرعب بقيادة الأسطورة رونالدو.
كذلك هناك مسألة غريبة، وهي تكرار الأخطاء في كل موسم، ففي موسم يكون مستوى اختيار الأجانب ضعيفًا، وغير موفق وبدون أي فكرة واضحة، وموسم آخر تكون المشكلة في المدرب وكيف اُخْتِير لتدريب النصر، ناهيك عن المشكلات الإدارية التي تتكرر من وقت لآخر، وتترك تأثيرًا سلبيًّا على مسيرة الفريق، كما حدث في رحلة الصين!
والواقع يقول: إن نجاح النصر وتحقيق الإنجازات مرتبط بتوفر عناصر النجاح، ويمكن توفرها في النصر والعمل عليها، إلا إذا كان هناك من يعيق هذا الأمر.
وعيدكم مبارك...