في تصوري لم يكن مستغربًا أن يصل قطبا السعودية النصر والهلال للمباراة النهائية في كأس الملك للعوامل الفنية التي يعلمها الجميع، وهي واضحة على أرض الملعب، فالنصر لديه الأدوات التي تجعله يصل لهذه المحطة، وكذلك الهلال يملك ذات الأدوات، وبالتالي النتيجة الطبيعية أن نصل لنهائي (فاخر) من العيار الثقيل بين أهم فريقين الآن في قارة آسيا النصر والهلال. وفي اعتقادي أن كل المحايدين أو حتى من أنصار الفريقين كانوا يتمنون نهائيًّا بهذا الحجم، لكن مسألة التوقع ومن سيكون بطل النهائي هي مسألة صعبة حتى على من امتهنوا مهنة تفسير الرؤى مؤخرًا، هي من المباريات الصعبة جدًّا، وقد تلعب التفاصيل البسيطة دورًا كبيرًا في حسم المباراة، لكن المعطيات الفنية وخاصة في ظل غياب أهم لاعب في الهلال المحترف الصربي «سافيتش»، وفي ظل غياب النجم الأكثر حضورًا في مثل هذه المباريات «أندرسون تاليسكا»، تبقى الاحتمالات متساوية إلى حدٍّ ما، رغم تفوق العنصر المحلي في الهلال على العنصر المحلي في النصر، لكن بعض المباريات لا تخضع عادة لمقاييس فنية، فتبقى فرص الحسم متاحة في الملعب، وبقدر المجهود المبذول من اللاعبين، ومدى قوة الروح التي سيدخلون بها المباراة.
هو لقاء عظيم يليق باسم راعي المناسبة الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وولي عهده الأمين الأمير الرائع والمجدد الفذ الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله، لذلك العالم كله سيترقب هذا اللقاء، ويشاهدون السعودية الجديدة بشكل مختلف، فنحن اليوم نؤسس لروح جديدة، وصورة مختلفة لعالم جديد يطمح أن يصبح من نجوم الصف الأمامي على المستوى العالمي في كل تفاصيل الحياة، ولسنا بعيدين من هذا، بل نحن اليوم نلمس كل الخطوات الرائعة التي تنصف المشهد السعودي، وكل ما يحدث فيه اليوم من تطور وتقدم وتأثير في صنع القرار على كافة المستويات، فحين أدركنا قيمة العمل، وحضر من يقود مسيرة هذا العمل بالدعم والتنظيم حضر هذا التميز.
انتظروا قمة كروية رائعة من كل الزوايا والاتجاهات، وأعتقد أن المنتصر في هذه القمة سيكون راضيًا كل الرضا عن موسمه، فالنصر لو كسب اللقاء سيضم كأس الملك إلى بطولة كأس الملك سلمان في العربية، ويعتبر بالنسبة له موسمًا ناجحًا حصد فيه بطولتين، والهلال كذلك سيعتبر موسمًا ناجحًا له بعد تحقيق كأس السوبر، وتقريبًا حقق الدوري، ثلاثية محلية تضمن له نجاح موسمه.
ودمتم بخير...