تلقيت دعوة كريمة من الجمعية السعودية لكتّاب الرأي لحضور لقاء ديوانية الكتّاب التي استضافت معالي الدكتور فهد بن عبدالرحمن الجلاجل وزير الصحة، وبحضور العديد من الكتّاب والإعلاميين.
بحضوره المائز وحديثه الثري تأكدت أن للرؤية رجالها الذين تمّ اختيارهم بعناية فائقة لإنزال الرؤية المباركة على أرض الواقع، فهذه الرؤية تتميز عن غيرها من كافة الرؤى المستشرفة، والساعية نحو إحداث تغيرات في بنية مجتمعاتها، وموجّهات دولها وأوطانها، بفاعلية ميكانزماتها، وسرعة إنجازها، فضلًا عن تقديرها السليم والشامل للواقع، واستعدادها للمعالجة مع أي طارئ وجديد، بما أكسبها المرونة، وزوّدها بالقدرة على التقييم السليم، والوصول بإستراتيجيها المرسومة إلى غاياتها المرتجاة بنسب نجاح عالية، تفوق المتوقع، وتتجاوز المأمول.
كانت قفزات التحول الصحي وفي زمن قياسي محور الجلسة وحديثها، فقد عمل على ضمان استمرار تطوير خدمات الرعاية الصحية عبر إعادة هيكلة القطاع الصحي ليكون نظامًا صحيًا شاملاً وفعّالاً ومتكاملاً، يقوم على صحة الفرد والمجتمع معتمدًا على جملة من المبادئ من أبرزها الشفافية والاستدامة المالية من خلال تعزيز الصحة العامة، وتطبيق النموذج الجديد للرعاية المتعلقة بالوقاية من الأمراض، وتحسين الوصول إلى الخدمات الصحية من خلال التغطية المثلى والتوزيع الجغرافي الشامل والعادل، وغير ذلك من المبادئ والمستهدفات التي وضعها البرنامج في أجندة عمله ضمن منظومة الرؤية، بما أثمر في وقته القصير عن نجاحات باهرة تمثلت في تحسين جودة وكفاءة الخدمات الصحية، وتسهيل الحصول عليها من خلال الاهتمام برقمنة القطاع الصحي، وإطلاق حزمة من التطبيقات مثل (صحتي، وموعد) وزيادة تغطية الخدمات لجميع مناطق المملكة.
وضح معاليه بأن لدينا دعمًا لا محدودًا من ولي أمر الوطن، حفظه الله، ولدينا رؤية طموحة واعية مسنودة بفكر ووعي مبدعها الأمير محمد بن سلمان الذي تجلت عبقريته في إبداع هذه الرؤية بكل ما تحمله من طموحات بلا سقوف، واختيار العناصر البشرية القادرة على إنزالها إلى أرض الواقع، وتجسيدها بهمة وعزيمة واقتدار، فتكاملت للرؤية كل أسباب النجاح، وفاقت غيرها بحسن التخطيط، وفاعلية التنفيذ المنضبط بجداوله الزمنية الموضوعة.
هذا التحول أضاف للمواطن عمراً زائداً وصحة دائمة عن طريق الاستكشاف المبكر للمرض وعلاجه قبل استفحاله، وهذا يوفر الكثير على الدولة من ناحية الأدوية والعلاجات وفترة البقاء في المستشفيات ومكّنت المريض من التعافي، وذلك عن طريق التجمعات الصحية التي بدأت في عدد من مناطق المملكة واستطاعت وزارة الصحة في زمن قياسي من دعم برنامج جودة الحياة وأن تحدث تغييرًا كبيرًا في المفاهيم، وتدير بوصلة الاهتمام، وتجعل من المملكة مرتكزًا مهمًا في ما يتصل بصحة المواطن عن طريق عدد من الإجراءات والسياسيات، وهذا ما سيكون عليه حال وزارة الصحة مستقبلاً بعد استكمال برنامج التحول الصحي بمشئية الله.
قللت وزارة الصحة من كمية الملح في الخبز اليومي للمواطن كإجراء وقائي صحي، وأن تمنع استخدام الزيوت المتحولة في المطابخ ومنعت استيرادها، كما قامت بالحد من الحوادث المرورية عن طريق بعض الإجراءات في الشوارع، مما قلل من الحوادث القاتلة والمسببة للعجز التام وغيرها من الإجراءات لتكون وزارة للصحة وليس للمرض، فالمحور الأساسي في الرؤية يستهدف الإنسان في المقام الأول والأخير.
تحدث معاليه عن التأمين الوطني وأنه ضمان للمواطن وأمان له، فالدولة رعاها الله منذ التأسيس وصدور النظام الأساسي للنشأة والتكوين تكفلت بعلاج المواطن وأسرته من المرضى والعجز وهذا في حد ذاته أمان وامتنان.
تحدث معاليه عن المراكز الصحية وأنها أحد غراس وزارة الصحة، وهي منتشرة في مدن المملكة وتقدم خدماتها الطبية لسكان الأحياء، وتوفر لهم العلاج والدواء، وإعطاءهم التطعيمات اللازمة بكل يسر وسهولة. وقد وصل عددها إلى (2390) مركزًا موزعة على (20) منطقة من مناطق المملكة، فمراكز الرعاية الطبية الأولية هي المكان الذي تبدأ منه الاستشارات ومعرفة حالة المريض وتقييمه طبيًا وتقديم العلاج اللازم له
وهذا من شأنه أن يعطي المخطط للخارطة الطبية المساحة التي يحتاجها للالتفات للتطور الرأسي بإعداد وتأهيل التخصصات اللازمة لمواكبة إيقاع التطور التقني وتأهيل الكوادر الطبية المتخصصة والمرافق والأجهزة الفنية، لتطوير كافة المطلوبات اللازمة التي تدعم تنافسية القطاع الطبي الصحي والعلاجي عالميًا.
أكد الوزير الجلاجل على أن التحول يهدف للتركيز لتوفير الطب الوقائي للمواطنين وتشجيعهم على الاستفادة من الرعاية الصحية الأولية كخطوة أولى في خطتهم العلاجية، فالرؤية تعهدت ضمن التزاماتها بزيادة متوسط العمر المتوقع من (74) إلى (82) عامًا، وإيجاد المزيد من التخصصات النوعية ذات الأولوية في الخدمات الصحية، وتمكين المستفيدين من اختيار مقدم الخدمة الملائم لاحتياجاتهم.
فلا بد أن نعي دورنا كمواطنين ونساعد على نجاح خطة التحول على أرض الواقع، فالقيادة الحكيمة منحت القطاع الصحي كل الدعم والاهتمام من أجل تطويره ليواكب المستجدات العالمية ويصل إلى المكانة التي يستحقها.
في نهاية اللقاء أكد معاليه أنه في المستقبل المنظور سيكون هناك المزيد من السياسات والإجراءات التي ستعلن عن طريق الإعلام لتثقيف المواطن وتوعيته بحقوقه، وأن مخرجات كثيرة من التحول الصحي في انتظار المواطن، وطمأن الجميع أننا في خير وإلى خير وأن القادم أحلى وأجمل.
نجاحات تحققت وأصبحت واقعًا ملموسًا بالدعم الكبير الذي يجده القطاع الصحي من قيادتنا الرشيدة، التي ما فتئت تمحّض هذا القطاع الكثير من عنايتها الكريمة، ودعمها المتواصل، فكانت ثمرة ذلك (جودة الحياة).