كشفت مصادر فلسطينية انقسامات عميقة بين حركتي فتح وحماس تعوق إحراز تقدم في محادثات المصالحة المقررة في بكين منتصف يونيو الجاري.
وسبق المحادثات المرتقبة عقد جولتين لبحث المصالحة، إحداهما في الصين والأخرى في روسيا.
وأفصحت مقابلات أجرتها وكالة «رويترز» مع خمسة مصادر في فتح وحماس، أن الاجتماع القادم يعقد وسط محاولات من جانب وسطاء دوليين للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، فيما تشكل خطة «اليوم التالي» للحرب، وكيف سيتم حكم القطاع، إحدى النقاط الشائكة الرئيسية.
وقال مصدر من حماس إن الحركة التي كانت تدير غزة قبل الحرب، تدرك أنها لا يمكن أن تكون جزءا من أي حكومة جديدة معترف بها دوليا للأراضي الفلسطينية عندما ينتهي القتال في القطاع المنكوب.
ووفق المصدر والقيادي في حماس باسم نعيم، فإن الحركة تريد أن توافق فتح على تشكيل حكومة خبراء (تكنوقراط) جديدة للضفة الغربية وغزة في إطار اتفاق سياسي أوسع.
وقال نعيم، الذي شارك في جولة محادثات المصالحة في الصين: «نتكلم عن مشاركة سياسية وعن مصالحة بالمفهوم السياسي لإعادة نظم الكينونة الفلسطينية». وأضاف: «أن تكون الحركة في الحكومة أو خارجها ليس هذا هو المطلب الأساسي أو الذي تصدره كشرط لأي مصالحة».
وفيما تعارض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أي دور لحماس في حكم غزة بعد الحرب، فإن مسؤولين أمريكيين عبروا في أحاديث خاصة عن شكوكهم في قدرة إسرائيل على القضاء على الحركة. وقال مسؤول أمريكي بارز في 14 مايو: «إن واشنطن تستبعد أن تتمكن إسرائيل من تحقيق نصر كامل».
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال بيتر ليرنر، قال إن قتل كل عضو في حماس أمر غير واقعي ولم يكن ذلك هدفا للجيش الإسرائيلي، لكن القضاء على حماس كسلطة حاكمة «هدف عسكري يمكن تحقيقه وسهل المنال».
وبالرغم من المحادثات، فإن الخصومة والخلافات بين الحركتين تعني أن احتمالات التوصل إلى اتفاق لإعادة توحيد إدارة الأراضي الفلسطينية لا تزال ضعيفة، بحسبما خلصت مقابلات مع خمسة مصادر، وهو رأي ردده أيضا أربعة خبراء.
وربما يزيد الانقسام بين حماس وفتح من تعقيد تحقيق هدف إقامة الدولة الفلسطينية، إذ إن الحركتين لديهما وجهات نظر متباينة للغاية بشأن الإستراتيجية، وفتح المفاوضات مع إسرائيل لإقامة دولة مستقلة، بينما تدعم حماس الكفاح المسلح ولا تعترف بإسرائيل.