حذّر خبير الموارد المائية بجامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي اليوم (الثلاثاء)، من انهيار السدود الأفريقية خصوصاً المقامة بدول حوض النيل بعد انهيار سد «كياجي» بدولة كينيا أمس (الإثنين) والتسبب في وفاة 50 شخصاً ونزوح أكثر من 200 ألف، نتيجة الأمطار الغزيرة في المنطقة الاستوائية، وعدم قدرة مثل تلك السدود على مواجهة الأمطار المستمرة حتى مايو القادم.
وقال خبير الموادر المائية بجامعة القاهرة لـ«عكاظ»: هناك عشرات السدود بدول حوض النيل، تم تشييدها بطرق غير قانونية أو هندسية صحيحة، وهي الآن أقل أماناً، بل أصبحت خطراً جاثماً يهدد حياة ملايين البشر، موضحاً أنه يوجد في كينيا والمناطق الاستوائية مئات من السدود الصغيرة، معظمها خاص، وبعضها غير مرخص بناه الأهالي، وغير مطابقة للمواصفات، الأمر الذي ينذر بكارثة.
ولفت إلى أن الأهالي يستخدمون تلك السدود في ري المزارع وتربية الأسماك، مشدداً على ضرورة مراجعة معايير سلامة السدود في المناطق الاستوائية، لخطرها الكبير على الحياة البشرية.
واستعرض شراقي سدوداً انهارت خلال أقل من خمس سنوات ومنها «سد باتل» بكينيا الذي انهار في 12 مايو 2018، وكذلك «سد بوط» بولاية النيل الأزرق بالسودان الذي انهار في 29 مايو 2020 ودمر أكثر من 600 منزل وشرد المئات.
وحول سد النهضة قال خبير الموارد المائية بالقاهرة، إن إثيوبيا ما زالت ماضية في تعنتها إزاء استمرار بناء وتعلية السد، وانتهت إثيوبيا بالفعل من التخزين الرابع وحجز نحو 41 مليار متر مكعب، ودخل السد دائرة الخطر الكارثي على دولتَي المصب؛ مصر والسودان. وترفض أديس أبابا الوساطة الدولية لأزمة السد أو حتى وجود خبراء دوليين، لأن أي مشاركة دولية سوف تضمن لدول المصب عدم التأثر بعمليات الملء أو التشغيل.