ثمة أطفال يافعون ومراهقون تزداد أوزانهم عقب انتهاء رمضان؛ نتيجة الحياة الخمولية وعدم الاستفادة من الصيام للمحافظة على الوزن المثالي.. هؤلاء يتناولون في الإفطار والسحور وما بينهما أطعمة مرتفعة الدهون والسعرات الحرارية، مثل المقليات والمعجنات، ثم يقابلون ذلك ركوداً وخمولاً وعدم حركة، فتُخزن تلك الأطعمة على هيئة دهون داخل الجسم، ليظهر الطفل بعد رمضان بشكل جديد لا يتفق مع طوله.
لذلك؛ ينصح الأطباء بمراعاة الوزن في هذه المرحلة العُمرية الحرجة، فليس الاعتراض فيما يتناولونه من أطعمة يحبونها، بل المشكلة في الإفراط الذي يتراكم ولا يجد طريقة لحرق الدهون والسعرات، ما يضاعف الخطورة إذا تركوا دون متابعة جادة من الوالدين، ومع مرور الوقت يصبحون في موقف لا يحسد عليه، ومع وزنهم الزائد قد يكونون عرضة للتنمر والانعكاسات النفسية.
هناك واقع يجهله الكثير في أمر زيادة الوزن؛ أن المخاطر لا تتوقف إلى حد السمنة، بل في المضاعفات التي تصل إلى مرحلة مقاومة (الأنسولين)، وتدريجياً إلى التعرض للإصابة بالسكري النمط الثاني (غير المرتبط بالأنسولين)، وقد تشكل مرحلة مقدمات السكري ومقاومة الأنسولين فرصة لعدم الوصول إلى الإصابة بالسكري في حال اهتمام الطفل اليافع بتصحيح نمط حياته، ومن هنا فإن القاعدة الصحية هي (الوقاية خير من العلاج).. فلماذا يصل الطفل أساساً إلى مرحلة السمنة؟!.
أنصح الأطفال اليافعين بقياس ورصد الوزن الآن وملاحظة أي زيادة في الكيلوجرامات، وسرعة معالجة الأمر بتصحيح نمط الحياة بالرياضة والحركة حتى لا تصبح هناك مشكلة مع مرور الوقت، مع الحرص على الحد من الأطعمة التي ترفع الوزن، ومنها الوجبات السريعة، فهنيئاً لمن حافظ منهم على وزنه ورشاقته عقب شهر الصيام.