من يتمعن قصة «أم موسى» في كتاب الله عز وجل يدرك حقيقة الإيمان والثقة بالخالق سبحانه، إذ أبعد عنها الخوف واليأس (وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني)، ثم ألبسها الإيمان والثقة به تعالى (إنَّا رادوه إليكِ وجاعلوه من المرسلين)، لتصبح نفسها ساكنة، واثقة، سعيدة، مطمئنة، وقوية أمام العواصف والظواهر، ولذلك نجد أن هناك تناسباً طردياً، فإذا زاد «الإيمان» ارتفعت «الثقة».
نحن البشر، كذلك، تحتاج أنفسنا إلى امتلاك صفتي الإيمان والثقة بالله، وأن نتبع أوامره تعالى دون إعمال عقولنا، وأن نعيش بين ما نؤمن به وما نؤمر به؛ ليأتينا بعدها ما نرجوه منه سبحانه.
حياتنا المتقلبة تحمل في كل الأحوال: قلقاً وهماً، راحة وتعباً، خوفاً ورجاء؛ فإذا جمعنا بين الإيمان بالله وأوامره تعالى سوف تترى علينا الخيرات من كل مكان حتى وإن فعلنا ما نكرهه (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم)، كما أنه إذا اتبعنا المنهج الرباني الصحيح سنحصد نتائج كبرى.
ما أعظم الجمع بين نعمتَي الإيمان والثقة بالله.. فاللهم أرزقنا إيماناً صادقاً متجدداً، واجعله يا الله كإيمان أم موسى ويقينها.