شنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» هجوما حادا على سلطات الاحتلال الإسرائيلي، متهمة إياها بأنها تستخدم تجويع المدنيين كسلاح في غزة ما يشكل جريمة حرب. وطالبت حكومة نتنياهو بالتوقف عن ذلك ورفع الحصار عن القطاع المنكوب. وأكدت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان، اليوم (الإثنين)، أن الجيش الإسرائيلي يتعمد منع إيصال المياه والغذاء والوقود ويعرقل المساعدات الإنسانية.
من جهته، قال مدير شؤون إسرائيل وفلسطين بالمنظمة عمر شاكر: لأكثر من شهرين، تحرم إسرائيل سكان غزة من الغذاء والمياه، وهي سياسة حث عليها مسؤولون إسرائيليون كبار أو أيّدوها وتعكس نية تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب.
ودعا زعماء العالم إلى رفع أصواتهم ضد جريمة الحرب البغيضة هذه، ذات الآثار المدمرة على سكان غزة.
وطالبت المنظمة الحكومة الإسرائيلية بالالتزام بحظر الهجمات على الأهداف الضرورية لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة ورفع حصارها عن قطاع غزة وإعادة إمدادات المياه والكهرباء. وشددت على ضرورة السماح بدخول الغذاء والمساعدات الطبية والوقود التي تمس الحاجة إليها إلى غزة عبر المعابر بما فيها كرم أبو سالم.
وكان المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) كاظم أبو خلف وصف الوضع الإنساني في غزة بأنه كارثي ويتجه إلى نقطة اللاعودة.
وأضاف في تصريحات له (الأحد) أن الأوضاع تتدهور وربما تصل إلى حد المجاعة. في بداية الحرب كنا في أزمة وبعد ذلك كارثة إنسانية نحن الآن نتجه لنقطة اللاعودة، والنظام المدني على وشك الانهيار في قطاع غزة.
بدوره، حذر المفوض العام لأونروا فيليب لازاريني من احتمالات موت الناس من الجوع، أو جراء مزيج من الجوع والمرض وضعف المناعة.
وسمحت إسرائيل أخيرا وبشكل مؤقت بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي بين أراضيها والقطاع، نتيجة ضغوط دولية متزايدة، بعد اتفاق مع الولايات المتحدة لتخفيف الضغط عن معبر رفح.
وأفاد مسؤول في الهلال الأحمر المصري بدخول 79 شاحنة محملة بمساعدات إغاثية قطاع غزة (الأحد) عبر معبر كرم أبو سالم.