مع سقوط مزيد من القتلى والجرحى الفلسطينيين طال العدوان الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، كامل قطاع غزة المحاصر، وسط استبعاد مسؤولين أمريكيين لهدنة قريبة أو استئناف مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.
وبعد شهرين كاملين من أشرس جولات القتال التي راح ضحيتها نحو 16 ألف قتيل فلسطيني وجُرح أكثر من 40 ألفا آخرين، بدت رؤى المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين متسقة في ضرورة مواصلة الحرب، وإن اختلفت في طرق تحقيق أهدافها.
وأفاد شهود عيان بأن القصف الإسرائيلي بات مكثفاً على خان يونس في محاولة لتطويقها، وأكدت مصادر فلسطينية أن هناك قصفاً مدفعياً إسرائيلياً متواصلاً على مدينة رفح جنوب غزة، ولفتت إلى أن التقديرات في إسرائيل تؤكد أن المعارك في جنوب غزة ستكون أكثر ضراوة من شمالها.
يأتي ذلك، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه أكمل تطويق جباليا شمال قطاع غزة، كما أعلن مداهمة مقر الأمن العام لحركة حماس في جباليا.
وقال شهود عيان اليوم إن آليات إسرائيلية بدأت محاولات التوغل البري في جنوب قطاع غزة. وأفاد الشهود أن محاولات التوغل تتركز في مناطق شرق خان يونس وتحديداً في منطقة بني سهيلا، حيث تشارك عشرات الآليات في محاولات التقدم في المنطقة.
من جهته، قال مسؤول بمنظمة الصحة العالمية في غزة: إن الوضع في القطاع يزداد سوءاً كل ساعة مع تكثيف إسرائيل القصف على الجنوب حول مدينتي خان يونس ورفح.
وأضاف ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد بيبركورن، أن القصف يشتد في كل مكان، بما يشمل المناطق الجنوبية في خان يونس وحتى رفح.
وأعلنت كتائب القسام التابعة لحماس أنها استهدفت 3 آليات عسكرية إسرائيلية شرق خان يونس بقذائف الياسين، وأعلنت قصف بئر السبع في إسرائيل بعدد من الصواريخ، رداً على «المجازر بحق المدنيين» في غزة، بحسب البيان الذي أصدرته.
بدورها، نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»،اليوم، عن الجيش إعلانه مقتل ضابط وجنديين وإصابة 4 آخرين بجراح خطيرة في معارك شمال غزة. ورفع مقتل الضابط والجنديين عدد ضحايا جيش الاحتلال في العملية البرية إلى 78 قتيلاً، مؤكدة ارتفاع حصيلة القتلى في الجيش منذ 7 أكتوبر إلى 404.
وقتل عشرات الفلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف منازل مأهولة في حيي الشجاعية والزيتون بمدينة غزة.
ووفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية فإن طائرات حربية قصفت مجموعة من طواقم الدفاع المدني، ما أودى بحياة اثنين وإصابة 10 آخرين. وأضافت أن قوات إسرائيلية تحاصر حي الزيتون بمدينة غزة، وسط إطلاق نار كثيف من الطائرات الحربية والطائرات المسيرة الإسرائيلية.
وفي رفح التي يطلب الإسرائيليون من الفلسطينيين النزوح إليها للنجاة بأنفسهم، أظهرت صور تكدس جثث فلسطينيين لم ينلهم شيء من وعد إسرائيل التي استهدفت منازلهم بقصف عنيف جنوب غزة.