يقوم التميّز في التعليم على ركائز متفق عليها بين علماء الاجتماع والنفس والمختصين في الدراسات التربوية؛ منها البيئة الجاذبة والمحفزة على الإبداع، ثم المُعلّم المؤهل نفسياً ومعرفياً وسلوكياً، ثم المناهج والمقررات المرتقية بالوعي والمهارات والمواكبة لعصرها.
ولم يُغفل الدارسون لبيئة التعليم دور الأسرة، إلا أن بعض الدراسات لا تعطي الأسرة ما تستحق من إشادة بدورها، بحكم أن متبني الطرح منتمٍ إلى الميدان التربوي، فهو لا يتعمد هضم حقها، إلا أنه لا يستحضر كل الأدوار كونها غير مرئية.
ولعلها لم تغب عن أذهان المرافقين لطلابنا الذين يحصدون الجوائز العالمية، أعداد وأدوار آباء وأمهات اعتنوا بأبنائهم وبناتهم أيما عناية، وأوقفوا أوقاتهم وأموالهم في سبيل تحصيل فلذات أكبادهم أعلى الدرجات، وجعلوا من الموهبة التي يحتضنونها كفاءة نفسية واجتماعية ومعرفية تقترب من المثالية.
لا يكفي أن نزجي الشكر لكل أب وأم أسهما في إبراز نجوم وطنية يفخر بها الجميع، بل لنا تطلّع وطموح بأن يشهد قابل الأيام اعتماد جوائز للأسرة الرائدة في إبراز الموهوبين، باعتبارها الحاضنة التربوية الأولى التي ترعى الطلاب والطالبات، وتكتشف مواهبهم، وتضعهم على الطريق الصحيح، من خلال ما توفره لهم من بيئة محفزة للإبداع والتعليم والمعرفة.