Europe Россия Внешние малые острова США Китай Объединённые Арабские Эмираты Корея Индия

جانب الظل

5 الشهور منذ 8

عرف قديماً؛ أن الرجل والمرأة كلٌ له شأنه وخلقه وطبعه، يختلفان بما يتناسب خليقتهما، وتخلُّق أحدهما بطبع الآخر يضر هيأته، سواء بخشونة المستحبة أو لطفه المرغوب.. فالرجل حمل على عاتقه حفظ المرأة ومعيشتها، وله في المقابل «المودة» التي تسكن روحه، و«الصبر» الذي يمتص غضبه، و«الأناة» التي تعيد له توازنه.. وفي مسيرة الحياة لا بد لهما أن يأخذ كل منهما بيد الآخر ويسايره بالمعروف والتفهم والتغاضي وحفظ الأمانة.

وإذا كان الرجل له جانب «الضوء» مُقبلاً جرئياً قوياً مبادراً شهماً متفضلاً؛ فإن المرأة لها جانب «الظل» تحجم عن الجرأة، وتسكت عن الفضول، وتتلحف برداء الصبر، ولو لم يكن مُغْنياً عما كانت تأمله.. عليها أن تراه بعين علقها، فإن ضعف سقط، وإن وهن لم يعد لها إلا كبيت العنكبوت، تبقي به على خيفة.. ذلك التباين بينهما هو الروح الخفية التي تضخ دم البقاء، لا يستغربها إلا ضعيف عقل منهما.

المرأة في «جانب الظل» لا تستطيع إلا وأن تمتد مع ضوء الرجل أو تقصر، فهو القائم وهي القاعدة، وهو السابق وهي، وإن كانت تسبقه، لا بد وأن تقصر!.. وإن كانت تفوقه حكمة وعلماً لا بد أن تختبئ في جنبه لئلا يتزعزع بهما الوقت الذي لا ظل به ولا شمس.

وأختم بأبيات من قصيدة «عض النواجذ» للشاعر الأمير الراحل بدر بن عبدالمحسن:

الله خلقنا.. تلفح وجيهنا لفح

حر السمايم في عزيز المطالب

سوى رضينا أو طفح كيلنا طفح

عض النواجذ طبع والطبع غالب


Read Entire Article