حركات الإخوان متشبعة بأيديولوجيا البنا، التي تجري في دمائهم مهما صغر أو كبر الكادر الإخواني فيهم، ويقف معهم في هذا الخندق المخرب حركات الإسلام السياسي من سنية وشيعية، وهدفهم وطننا وما تقوم به المملكة وقيادتها من خدمة الحرمين الشريفين ورعاية الحجاج والمعتمرين والعمل على كل المستويات الأمنية والإدارية والطبية والسياسية بأن يؤدي ضيوف الرحمن نسكهم بكل طمأنينة وسلام بعيداً عن إقحام السياسة وشعاراتها في هذه المناسبة، التي ترعاها الدولة بكل فخر واعتزاز لخدمة المسلمين من كل أنحاء العالم. وتؤكد المملكة من القيادة والقيادات الأمنية والمدنية ذات العلاقة بخلو الحج من الشعارات والتوظيف السياسي مهما كانت الظروف المحيطة متوترة، فهذه شعيرة دينية يأتي لأدائها الملايين بعيداً عن التحزبات السياسة الضيقة، وقد أرست المملكة وعملت بكل الوسائل لتجنيب الحج والعمرة هذا الخلط والاستغلال لهذه الشعيرة الدينية الخالصة، ولو تركت للتصفيات والصراعات السياسية والحزبية لما استطاعت هذه الجموع المليونية أداء نسكها بكل طمأنينة وسلام والعودة إلى أوطانها وهي تحمل الذكريات الروحية الجميلة عن الأماكن المقدسة وما شعرت به ولمسته من خدمات متعددة للحجاج على اختلاف مستوياتهم دون تفرقة أو تمييز على أساس مذهبي أو ثقافي أو أثني، فالكل سواسية ما داموا يلتزمون بالأنظمة والقوانين السعودية التي تنظم هذا التجمع الروحي في أوقات وأماكن محددة.
التيار الإخواني ومعه جماعات الإسلام السياسي بشقيها تعمل للأسف منذ عقود على التشويش على نجاح المملكة في رعاية الحرمين وتنظيم مواسم الحج وتطوير هذا التنظيم بكل الطرق الحديثة التي تسهّل على الحجاج أداء مناسكهم بكل سهولة ويسر، لن أردد مطالبهم القذرة والسخيفة في هذا الشأن، ولكن ما شاهدته على مواقعهم الإخوانية ومغرديهم وجمهورهم المغيب الذي يستغلون عواطفه الدينية في تمرير أجنداتهم السياسية المشبوهة هو مقطع لفيديو يدعون أن الأمن السعودي يقتحم شقق الحجاج في مكة، وتناشد سيدة في المقطع الملك السعودي، وتقول نحن في بلد الأمان، لقد صدقت هذه السيدة المغرر بها وغيرها أنها في بلد الأمان والسلام، والعسكري السعودي في المقطع يقول لها إننا نطرق الباب من فترة، لماذا لا تفتحون؟، وهذا يكذب ادعاءاتهم الجوفاء وهم يصورون رجال الأمن ولم يعتدِ عليهم أحد، ولم تُصادر هواتفهم. والحقيقة أن الأمن السعودي يعمل حملات وبقوة ودون تخاذل ضد الحجاج المخالفين وحملات الحج الوهمية، وهذا ما يقوم به في تلك المناطق السكنية، فالمنع يشمل المخالفين سواء من الخارج أو الداخل، ولا يوجد تساهل في ذلك، أما نشر هذه المقاطع والتباكي عليها وتضخيمها فلن تحجب شمس الجهود السعودية لخدمة الحجاج منذ عقود طويلة. ومشهد آخر منافٍ لعدم تسييس الحج لمجموعة من الحجاج وهي تردد شعارات مذهبية غريبة وخارجة عن المألوف.
حفظ الله حجاج بيت الله الحرام، وحفظ هذا البلد الأمين قيادة وشعباً.