يكاد المعروف والإحسان للمحتاجين أن ينقطع في المجتمع، والسبب المحتالون الذين ينتشرون في الأسواق والأماكن العامة، يتسولون بالتحايل والكذب!
قبل أيام عند أحد الأسواق الغذائية طلبت مني سيدة تتحدث بلكنة عربية أن أشتري لها حليب أطفال، وترددت في الاستجابة لها لأنني سمعت أن أمثالها يتفقون مع صيدليات وبقالات على إعادة شرائها بنصف أو ربع الثمن، ثم تجاوزتني وطلبت من شخص آخر وذهب معها لداخل السوق، وعندما رويت قصتها للعائلة قال لي أحد الأبناء أنه صادفها أكثر من مرة هناك وتطلب مساعدات عينية إذا تعذر الحصول على المال!
قبل ذلك صادفت رجلين وامرأة من جنسية عربية يطلبون مساعدةً في دفع أجرة شقة مفروشة لأن رحلتهم لبلدهم تأجلت ولا بد من المبيت هذه الليلة في الرياض، بعد عدة أيام شاهدت نفس الأشخاص يمارسون نفس التسول وكأن رحلتهم تأجلت للأبد، فاتصلت برقم هاتف الشرطة التي سارعت لإرسال دورية شرطة للموقع، فمثل هذه الممارسة المشبوهة قد لا تقتصر على التسول بل على جمع التبرعات لجماعات إرهابية!
مثل هذه الممارسات المشبوهة أفسدت على المحتاجين الفعليين وقطعت عنهم مساعدات الناس، كما أنها تكاد تقتل روح العطاء في المجتمع عندما يتم النظر بعين الريبة لكل طالب حاجة!
كما أن الحد من هذه الممارسات يقع على عاتق المجتمع عندما يمتنع المحسن عن تقديم المساعدة دون التحقق من استحقاق طالبها، والتثبت من صدق الحالة!
ظاهرة التسول قديمة، لكن الجديد هو دخول المحتالين عليها بعمل منظم؛ إما لاستغلالها في جمع الأموال للتنظيمات الإرهابية والعدوة المشبوهة أو العصابات الإجرامية المتاجرة بعواطف الناس المستغلة لإحسانهم!
لنحذر من كل متسول ونتحقق من حاجته فعلاً للعطاء، فلا نكون ضحية للمحتالين الذين يراهنون على طيبة أو سذاجة، و لنحافظ على المعروف ما استطعنا في مجتمعنا من خلال محاربة المحتالين وحرمانهم من الاستيلاء على حق السائل والمحروم!