فيما لا تزال الأزمة السودانية تراوح مكانها مع احتدام المعارك بين قوات الجيش والدعم السريع في أكثر من جبهة، يتخوّف المراقبون من انزلاق البلاد إلى الفوضى والتشرذم.
ومع توسع وتمدد الاشتباكات والمواجهات الدامية، تزايدت موجات النزوح واللجوء داخلياً وخارجياً، وبات السودان أمام مفترق طرق؛ فإما تحكيم العقل وتغليب المصلحة العليا للبلاد باللجوء إلى الحوار وصولاً إلى تحقيق السلام، أو الدخول في نفق مظلم يؤدي إلى الانهيار الشامل للدولة.
ومع خطورة الوضع الراهن وتداعياته، تحركت الدول العربية الكبرى؛ وفي مقدمتها السعودية، فكانت زيارة نائب وزير الخارجية وليد الخريجي إلى مدينة بورتسودان للقاء رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد الجيش عبدالفتاح البرهان؛ لبحث استئناف المفاوضات من منبر جدة، مع التأكيد على دعم المملكة للجهود الأممية والدولية الهادفة إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، والجهود الإنسانية الرامية إلى تخفيف معاناة الشعب السوداني.
وقبيل هذه الزيارة، استضافت القاهرة القوى المدنية السودانية في محاولة لوضعها أمام مسؤولياتها والعمل على وقف الحرب المستعرة منذ نحو العام ونصف العام، والدخول في طريق السلام والمصالحة.
ومن هنا، فإنه ينبغي على الفرقاء السودانيين استثمار تلك الجهود وتحكيم العقل وإيقاف الحرب فوراً والنظر في مصلحة الشعب السوداني؛ الذي يعاني جراء التدهور والانهيار الذي أصاب مختلف مناحي الحياة.
إن المطلوب الآن مزيد من الضغوط الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب وعودة أطراف الصراع إلى طاولة التفاوض.