التصعيد المتبادل على الحدود بين إسرائيل وحزب الله، هل يدفع الطرفين نحو حرب شاملة؟ هذا هو السؤال المثار في الوقت الحالي، خصوصاً بعد تبادل القصف العنيف خلال الأيام الأخيرة، وسقوط قياديين بارزين من الحزب اللبناني، الأمر الذي دفعه إلى قصف شمال إسرائيل بعدد كبير من المسيّرات والصواريخ.
على الصعيد الداخلي، تعاني إسرائيل أزمة مستحكمة، سواء داخل الحكومة وبعد حل مجلس الحرب، أو في الشارع الذي يطالب بإسقاط حكومة نتنياهو، متوحداً مع المعارضة الساعية إلى إجراء انتخابات جديدة.
وعلى الصعيد الخارجي، تبدو الخلافات واضحة مع الحليف الأكبر في واشنطن، فضلاً عن شعور بالعزلة بعد الاعترافات الأوروبية المتوالية بالدولة الفلسطينية، فضلاً عن ملاحقات المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية.
فإذا أضفت إلى ذلك، حالة الإرهاق العسكري نتيجة حرب غزة التي دخلت الشهر التاسع، من دون تحقيق أهدافها، فإنه يتعين على صانع القرار في إسرائيل التفكير مرتين، قبل اتخاذ قرار فتح جبهة جنوب لبنان.
لكن نتنياهو المأزوم داخلياً وخارجياً، يمكن أن يهرب إلى الأمام في محاولة لتحقيق انتصار من وجهة نظره، بالدخول في حرب جديدة مع حزب الله..
وحدها الأيام القادمة ستكشف نتائج جولة الموفد الأمريكي الخاص الذي زار بيروت وتل أبيب، وما إذا كان التصعيد الراهن يتجه نحو التهدئة أم الانفجار؟!