غاب ابني الطالب في المرحلة المتوسطة عن المدرسة بسبب الإنفلونزا ففاته اختبار إحدى المواد، وعند عودته للمدرسة حدد له المعلم موعداً بديلاً ليختبر فيه المادة، قلت له شد حيلك واسأل زملاءك عن أهم نقاط الاختبار لتحصل على درجة جيدة، فكان جوابه: ما يحتاج كلهم درجاتهم سيئة، أي أنه شعر بأنه غير مضطر للحصول على درجة عالية !
على الفور تذكرت تصريح رئيس اتحاد كرة القدم، الذي استشهد فيه بفشل المنتخبات الأخرى لتبرير فشل منتخبنا الوطني في مباراته الأخيرة ضد إندونيسيا، وكأن لسان حاله يقول مع الاعتذار للمثل الشهير: «حشر مع الفاشلين عيد» !
سبق أن انتقدت تصريحه عقب المشاركة المخيبة للآمال بكأس العالم في قطر، عندما وصفها بالمشاركة المشرفة التي عرفت العالم بالكرة السعودية، وكتبت يومها محذراً من استمرار مسؤول بهذا الطموح المتدني، لكن الذي حصل هو أن الجمعية العمومية منحته ومجلس إدارته فترة جديدة على رأس منظومة كرة القدم السعودية !
الخسارة في مباريات كرة القدم واردة بدليل فشل منتخب الأرجنتين في مباراته أمام المنتخب السعودي بكأس العالم الأخيرة، لكن تصحيح الفشل وعدم المكابرة في تبريره هو السبيل للتقدم والنجاح، وهو ما فعله المنتخب الأرجنتيني الذي تقدم بعد تلك الخسارة للفوز بكأس العالم، فنسي كل العالم خسارته أمام صاحب المركز الأخير في مجموعته، إلا بعض مسؤولي الاتحاد السعودي لكرة القدم الذين ما زالوا أسرى تلك المباراة، وكأنها منحتهم حصانة ضد كل خسارة لاحقة وصك غفران ضد كل فشل !
سيعود منتخبنا وينتصر في مباريات قادمة فهذا حال كرة القدم فوز وخسارة، لكن المسألة ليست بمباريات تكسبها أو تخسرها بقدر ما هي بثبات مستوى وقوة منافسة، ولم تعد مرتبطة بأشخاص برهنوا على عجزهم عن تطوير الكرة السعودية والمكابرة باستمرارهم، بل مرتبطة باستحقاقات هامة كاستضافة كأس آسيا وكأس العالم، اللتين تتطلبان بناء مبكراً لتجهيز منتخب قادر على المنافسة ورفع راية الوطن عالياً !
باختصار.. كتبت بالأمس أن كرة القدم السعودية لن تذهب بعيداً مع هذا الاتحاد وهذا الطموح، واليوم يبدو لي أنه لن تذهب حتى قريباً !